قصة قصيدة ما سرني أن فؤادي ولا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما سرني أن فؤادي ولا

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما سرني أن فؤادي ولا ” فيروى بأن حمنة بنت عبد الرحمن الهاشمي كانت من أغنى نساء بني هاشم، وكانت امرأة أديبة فصيحة اللسان وشاعرة، وكانت تحب الخليفة المأمون حبًا شديدًا، ولكنها لم تخبر أحدًا بهذا الحب، وفي يوم من الأيام دخلت إليه، وهو في إيوان قد بناه لنفسه، ولم يكن أحد من الخلفاء الذين سبقوه إيوان كهذا الإيوان، فقد أبدع في بنائه، فقد كان فيه صور من البر والبحر من الذهب والفضة، مفروش ببساط من الديباج الأصفر، والستائر التي به من الحرير الصيني، وفيه أربعمائة جارية برتدين الحرير، مائتين على يمينه ومائتين على يساره.

وعندما دخلت حمنة، قال له الخليفة: هل كان عند أبيك أو زوجك أو لأي أحد من الخلفاء إيوان كهذا؟، فقالت له: متعك الله به وعمره بك، فإن الله قد أعطاك ملكًا تستحقه لشرفك وترفك، فإن أحببت أجلستك في مجلس لم تجلس في مثله من قبل قط، وجعلتك تصطاد صيدًا لم تصد مثله من قبل قط، وأشربتك شرابًا لم تشرب من قبل مثله قط، وكان في مجلسه أكثم بن يحيى، فقال لها الخليفة: لقد وافقت على ما تقولين، ولكني أريد أن يأتي معي أكثم بن يحيى، فوافقت حمنة، وطلبت منه أن يجهز نفسه في اليوم التالي عند زوال الشمس، ويتوجه إلى منزلها، ومن ثم خرجت من المجلس.

وفي اليوم التالي، وعندما زالت الشمس، قال يحيى بن أكثم للخليفة: يا أمير المؤمنين، الحاجة التي عرضت عليك البارحة، فقام الخليفة، وخرج من المجلس، وتوجه إلى منزل حمنة، ودقا عليها الباب، فسمعت صوت الطرق، وخرجت بنفسها، وفتحت لهما الباب، وأدخلتهما، ومشوا حتى وصلوا إلى بيت في بستان، محمول على أربعة أعمدة من رخام منقوش، وفي صدر البيت منقوش من در وجواهر أربعة ابيات من الشعر، وهي:

ما سرني أن فؤادي، ولا
أن لساني بالمدام حلا

وأن لي ملك بني هاشمٍ
يجبى إلى أولاً أولا

إن لم أشاهدك أيا مالكي
تأتي إلى بيتي كذا مقبلا

يا سائلي روحي بلا علةٍ
أنت المعافى، وأنا المبتلي

فقال الخليفة: يا يحيى، والله ما ملك أحد من الخلفاء مثل هذا البيت، وكان في البيت فراش أرمني محفور ومنقوش باللؤلؤ، وفيه عنبر ومسك وكافور وصندل وزعفران في أواني من ذهب وفضة، ومن ثم أخرجتهما إلى حديقة فيها جميع أنواع الورود، فقالا لها: إن هذا إلا سحر يؤثر.

ثم دعت لهما بالطعام، فأكلا، وقال الخليفة: والله لم آكل مثل هذا قط.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الفخر بآل هاشم.


شارك المقالة: