قصة قصيدة ما كل يوم ينال المرء ما طلبا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما كل يوم ينال المرء ما طلبا

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما كل يوم ينال المرء ما طلبا” فيروى بأن سلالة ملوك قحطان ابتدأت من الملك قحطان، وبعد أن توفي استلم الملك ابنه الملك يعرب بن قحطان، ويقال بأن يعرب هو أول من نطق بالعربية، وهكذا تسلسل الملوك من سلالتهم حتى وصل الحكم إلى الملك الأسود بن نعمان، وقد ملك لمدة عشرين عامًا، وخلال فترة حكمه، حصلت حرب بينهم وبين الغساسنة، واستطاع الملك وجيشه من الانتصار على الغساسنة، فقتلوا منهم عددًا كبيرًا من الرجال، وأسروا منهم أيضًا عددًا كبيرًا، وكان من بين اسرى الغساسنة ملوكًا.

وكان الأسود بن النعمان بعد أن انتهت الحرب قد قرر أن يعفو عن الأسرى من الغساسنة، ولكن كان له ابن عم يقال له أبو أذينة، وكان الغساسنة فيما سبق قد قتلوا له أخًا في حرب من الحروب، فدخل إلى مجلس ابن عمه الملك الأسود، وأنشده قصيدة يذكره فيها بما فعل الغساسنة بأخيه، قائلًا:

ما كل يوم ينال المرء ما طلبا
ولا يسوغه المقدار ما وهبا

وأحزم الأنس من إن فرصة عرضت
لم يجعل السبب الموصول مقتضباً

وأنصف الناس في كل المواطن من
سقى المعادين بالكأس الذي شربا

وليس يظلمهم من راح يضربهم
بحد سيف به من قبلهم ضرباً

والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة
من قال غير الذي قد قلته كذباً

قتلت عمراً وتستبقي يزيد لقد
رأيت رأياً يجر الويل والحربا

لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها
إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا

وأنشده أيضًا قائلًا:

هم جرودا السيف فاجعلهم له جزراً
وأوقدوا النار فاجعلهم لها حطبا

إن تعف عنهم تقول الناس كلهم
لم يعف حلماً ولمن عفوه رهبا

وكان أحسن من ذا العفو لو هربوا
لكنهم أنفوا من مثلك الهربا

همو أهلة غسان ومجدهم
عال فإن حالوا ملكاً فلاعجبا

وعرضوا بفداء واصفين لنا
خيلاً وابلاً يروق العجم والعربا

أيحلبون دماً منا ونحلبهم
رسلاً لقد شرفونا في الورى حلبا

علام تقبل منهم فدية وهمو
لا فضة قبلوا ولا ذهبا

فلما سمع الملك الأسود هذه القصيدة من ابن عمه عدل عن رأيه في أن يعفو عنهم، ويقبل منهم الفداء، وقرر أن يقتلهم جميعًا.

نبذة عن أبو أذينة

هو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وهو ابن عم الملك الأسود بن النعمان.


شارك المقالة: