ماذا تعرف عن الأفعى وصغارها

اقرأ في هذا المقال


الكثير من الناس لديهم خوف عميق من هذه الزواحف، فأجسامهم الطويلة النحيلة وقلة الأرجل والجفون ورفرف الأذن تميز الثعابين عن جميع الزواحف الأخرى، وهي مغطاة بأقسام جلدية مطوية من الخلف ومرنة تسمى المقاييس، ويسمى الجلد الموجود بين الحراشف الجلد الخلالي، ومثل إخوتهم الزواحف يستخدمون حرارة الهواء المحيط لتنظيم درجة حرارة أجسامهم، ويسمح الجسم المرن للثعابين بالتمدد للإحماء بسرعة أو الالتفاف للحفاظ على حرارة الجسم أو فقط لتدفئة جزء معين من الجسم.

مظهر وسلوك الثعابين

من المدهش مدى سهولة انتقال الثعبان من مكان إلى آخر، فعن طريق ضغط وإرخاء العضلات أسفل كل جانب من جسده يكون الثعبان قادرًا على المضي قدمًا، ويفكر معظم الناس في الانزلاق عندما يُسألون عن كيفية تحرك الثعبان، ولكن بالنسبة لمجموعة من الزواحف التي لها نفس بنية الجسم الأساسية، يمكن أن تتحرك الثعابين المختلفة بطرق متنوعة ومدهشة، وحتى الطريقة التي ينزلقون بها يمكن أن تختلف على نطاق واسع.

المقاييس الخاصة المسطحة الموجودة على الجانب السفلي من أجسامهم، والتي تسمى الحراشف البطنية تعطي الثعابين الجر، وتميل الثعابين ذات الزعنفة على الجانب السفلي من أجسامها إلى التحرك بشكل أبطأ، حيث الثعابين الأسرع لها حلق يمتد صعودًا إلى جوانب الجسم، فكلما زاد عدد الحشرة زادت سرعة الثعبان، ومع ذلك فإنّ ثعابين البحر لها ذيول مفلطحة تستخدمها مثل المجاذيف لدفعها عبر الماء وبعض ثعابين الأشجار تسمى الثعابين الطائرة، على الرغم من أنّها لا تطير حقًا ولكنها تتسطح أجسامها وتنشر أضلاعها لتنزلق من شجرة إلى شجرة.

الثعابين ليس لها جفون لذلك لا يمكنها أن تغمض أعينها للنوم، ولا تستطيع الثعابين الرؤية جيدًا على أي حال ويبدو أنّها تلاحظ الأشياء فقط إذا تحركت، ومعظم الوقت يشعرون بفرائسهم من خلال الاهتزازات التي تسببها الحركة، فالثعابين حساسة للاهتزازات خاصة تلك التي تسببها فرائسها ولكن حاسة الشم هي الأكثر حدة.

الموئل

تم العثور على الثعابين تعيش على الأرض وفي الماء وكذلك في كل موطن يمكن تخيله في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ويمكن العثور عليها في المحيطات المفتوحة والصحاري الشاسعة والمناطق الجبلية على ارتفاعات تزيد عن 10000 قدم (3000 متر)، وأولئك الذين يعيشون في الأماكن التي يكون فيها الجو شديد البرودة في الشتاء قد يسبون في أوكار عميقة تحت الأرض ويبقون في حالة سبات حتى يجلب الربيع الطقس الدافئ مرة أخرى، وغالبًا ما تقضي الثعابين التي تعيش في الموائل الصحراوية حرارة النهار في جحور حفرتها حيوانات برية أخرى.

النظام الغذائي

جميع الثعابين هي حيوانات آكلة للحوم تمامًا ولديها نظام غذائي متنوع تمامًا: فهي تأكل الثدييات مثل الفئران والجرذان والأرانب والأسماك والضفادع أو حتى الثعابين الأخرى، وهناك بعض الثعابين التي تأكل البيض فقط وعادة تلك التي تضعها الطيور، وللتغلب على هذه القشرة الصلبة فإنّ الأفعى التي تأكل البيض لها عظام حادة في حلقها تقطع البيضة مفتوحة أثناء ابتلاعها ثم يبصقون قطع القشرة للخارج.

تجد الثعابين فريستها بطرق متنوعة إما عن طريق البصر باستخدام حفر حساسة للحرارة على جانبي رأسها (تسمى هذه الثعابين أفاعي الحفرة) أو على شفاه بعض الأفاعي والثعابين عن طريق استشعار الاهتزازات بجسمها أو تذوق الهواء بلسانهم لمعرفة ما هو قريب، وللثعابين طريقتان رئيسيتان للعثور على الطعام وهي إمّا الصيد النشط بحثًا عن الطعام أو الجلوس في الكمين في انتظار وصول الطعام إليها، وعادة ما تكون الثعابين الكبيرة مثل الثعابين والبواء والأفاعي هي التي تستخدم تقنية الجلوس والانتظار، ولكن حتى هذه الثعابين قد تضطر إلى الانتقال إلى منطقة أخرى من وقت لآخر إذا لم تنجح.

يمكن للثعابين أن تضرب (أو تصل للأمام بسرعة للاستيلاء على فرائسها) بسرعة مذهلة، والبعض ينتزع فريسة صغيرة ويبدأ في البلع على الفور والبعض الآخر يتشبث بفريسته ويضيقها في كل مرة يزفر فيها الضحية، وتشعر هذه العوائق بضربات قلب الفريسة وتنقبض حتى يتوقف، وتحقن الثعابين السامة بروتينًا معقدًا سامًا في فرائسها يقتلها أو يشلها.

قامت الكوبرا البصق بتعديل أنيابها التي تقذف السم حتى 6 أقدام، وهذه آلية دفاع صارمة وتستفيد من كل من الأفعى والحيوانات المفترسة من خلال القضاء على أي اتصال جسدي، ويعيق السم بشدة من قد يكون مهاجمًا لكنه لا يقتله كما تفعل لدغة، وغالبًا ما يخشى الناس الثعابين بسبب سمومها ولكن ثلث أنواع الثعابين فقط سامة كما أنّ الوفيات البشرية من لدغات الأفاعي نادرة جدًا.

لا تستخدم الثعابين أسنانها في مضغ طعامها بل تبتلعه بالكامل، كما يمكن للثعابين أن تأكل فريسة تصل إلى 20 بالمائة من حجم أجسامها، ويبدأون وجبتهم بابتلاع رأس الفريسة أولاً والتمسك بأسنان حادة تشير إلى الخلف، وترتبط عظام الفم بشكل فضفاض ببعضها البعض وبالجمجمة والفكين السفليان لهما شريط مطاطي من الجلد يربطهما معًا، وبعد ذلك تساعد عضلات الحلق والجسم على سحب الفريسة إلى المريء، وأيضًا تكون فتحة القصبة الهوائية في مقدمة الفم العلوي وهي قابلة للحركة حتى تتمكن الثعابين من التنفس أثناء البلع، واعتمادًا على حجم الوجبة قد لا تضطر الثعابين إلى تناول الطعام مرة أخرى لعدة أيام أو أسابيع أو شهور، وكانت هناك حالات لم يأكل فيها ثعبان كبير لأكثر من عامين.

الحياة العائلية وصغار الأفعى

تضع الثعابين البويضات من 2 إلى 16 بيضة في القابض على الرغم من أنّ بعضها يصل إلى 50 بيضة أو أكثر، وتحضن الأفعى الأم بيضها بدفنها أو بلف جسدها حولها والارتعاش لتوليد الحرارة، وفي بعض الثعابين والكوبرا الملك تبقى الأم لحماية بيضها من أي شيء قد يأكلها، وفي الأنواع الأخرى يُترك البيض ليفقس دون أي رعاية من الوالدين، وفي بعض أنواع الثعابين قد يبقى الوالد حوله لفترة قصيرة بعد الفقس.

تعيش بعض إناث الثعابين صغارًا بدلاً من وضع البيض ولكن لا يُعرف ما إذا كانت ولودة أو بيوضًا في معظم الأنواع، وتستفيد الثعابين الحية بشكل أكبر في المناخات الأكثر قسوة وعلى الارتفاعات العالية، حيث يكون الطقس أكثر برودة لأنّ الصغار النامي يمكن أن يظل دافئًا داخل جسم الأم، في حين أنّ هناك عددًا قليلاً من الأنواع المعروفة حيث تبقى الأم لفترة طويلة، وفي معظم الحالات بمجرد ولادة ثعبان أو تفقس يكون بمفرده وعادة لا تبقى الأم لتربية نسلها.

يستمر الثعبان في النمو طوال حياته، ولكن جلده الخارجي لا ينمو لذلك يحتاج الثعبان إلى التخلص من جلده الخارجي من وقت لآخر، وقبل أسبوعين من استعدادها للتساقط يتوقف الثعبان عن الأكل ويصبح جلده باهتًا، حيث يبدأ السائل في فصل الجلد القديم عن الجلد الجديد، وللتخلص من الجلد القديم قد يفرك الثعبان رأسه على سطح خشن للمساعدة في قلب الجلد من الداخل للخارج تمامًا كما لو كنت تخلع جواربك.

يتساقط ثعبان صغير بعد فترة وجيزة من الفقس أو الولادة للمساعدة في تجنب الحيوانات المفترسة من خلال ترك رائحته والجلد وراءه أثناء تذبذبه بعيدًا، والذي يطلق على صغير الأفعى اسم حريش، وينمو بسرعة في البداية ويسقط عدة مرات في السنة الأولى، ومع تقدم الثعبان في السن يقل معدل سقوطه وربما مرتين إلى أربع مرات في السنة.

تسمى أشهر الصيف الدافئة أحيانًا بموسم الثعابين ليس بسبب وجود المزيد من الأفاعي، ولكن لأنّ المزيد من الناس يخرجون إلى الهواء الطلق في فصل الصيف، وغالبًا ما يتجهون إلى منطقة الثعابين، لكن من الجدير بالذكر بأنّ الثعابين لا تريد أن تفعل أي شيء مع الناس بل يفضلون الاختباء ولن يلدغوا إلّا إذا لم يتمكنوا من الابتعاد عنك أو إذا شعروا بالدهشة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: