قصة قصيدة ما نقموا من بني أمية
أمّا عن مناسبة قصيدة “ما نقموا من بني أمية” فيروى بأنه عندما قتلعبد الملك بن مروانمصعب بن الزبير، وعاد إلى الشام، وفي يوم من الأيام توجه عبيد الله بن قيس إلى عبد الله بن جعفر، وطلب منه أن يستشفع له عند الخليفة عبد الملك بن مروان، فقال له عبد الله بن جعفر: سوف أدخلك معي إلى مجلس الخليفة واستشفع لك عنده، وبالفعل توجه الاثنان إلى مجلس الخليفة، واستأذنا للدخول إليه، فأذن لهما، وعندما وقفا بين يديه، قال لعبد الله بن جعفر: من هذا الذي معك يا ابن جعفر؟، فقال له عبد الله: إن هذا هو أكذب الناس إن قتل، فقال له الخليفة: ومن هو؟، فقال له: هو من قال:
ما نَقَموا مِن بَني أُمَيَّةَ
إِلّا أَنَّهُم يَحلُمونَ إِن غَضِبوا
وَأَنَّهُم مَعدِنُ المُلوكِ فَلا
تَصلُحُ إِلّا عَلَيهِمُ العَرَبُ
إِنَّ الفَنيقَ الَّذي أَبوهُ أَبو ال
عاصي عَلَيهِ الوَقارُ وَالحُجُبُ
خَليفَةُ اللَهِ فَوقَ مِنبَرِهِ
جَفَّت بِذاكَ الأَقلامُ وَالكُتُبُ
يَعتَدِلُ التاجُ فَوقَ مَفرِقِهِ
عَلى جَبينٍ كَأَنَّهُ الذَهَبُ
أَحفَظَهُم قَومُهُم بِباطِلِهِم
حَتّى إِذا حارَبوهُمُ حَرِبوا
تَجَرَّدوا يَضرِبونَ باطِلَهُم
بِالحَقِّ حَتّى تَبَيَّنَ الكَذِبُ
لَيسوا مَفاريحَ عِندَ نَوبَتِهِم
وَلا مَجازيعَ إِن هُمُ نُكِبوا
إِن جَلَسوا لَم تَضِق مَجالِسُهُم
وَالأُسدُ أُسدُ العَرينِ إِن رَكِبوا
فقال عبد الملك بن مروان: لقد عفوت عنه، ولكنّه لا يأخذ عطاء كما بقية المسلمين، وبعد ذلك كان كلما خرج عطاء عبد الله بن جعفر أعطاه منه، فمدحه قائلًا:
تَقَدَّتْ بيَ الشَّهْباءُ نَحْوَ ابنِ جَعْفَر
سَوَاءٌ عليها لَيْلُها ونَهَارُهَا
ووالله لولا أَنْ تَزُورَ ابنَ جَعْفَرْ
لكان قَليلاً في دمَشْقَ قَرَارُهَا
أَتَيْنَاكَ نُثْنى بالذي أَنْتَ أَهْلُهُ
عليكَ كما أَثْنَى على الرَّوْضِ جارُهَا
نبذة عبيد الله بن قيس الرقيات
هو عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن أُهيب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، لقب بالرقيات لأنه كان يحب ثلاث فتيات واسم كل واحدة منهن رقية، من شعراء الدولة الأموية، توفي في عام خمسة وثمانون للهجرة.