قصة قصيدة ملكنا فكان العفو منا سجية

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من العدل الذي كان قائمًا في فترة الخلافة الراشدة، إلا أنه وبعد انتهائها بدأت الخلافات بين جماعة من المسلمين، وكان من هذه الخلافات ما أدى إلى مقتل الحسين بن علي، فحزن عليه المسلمين، ومنهم نصر الله بن مجلي الذي رأى علي بن أبي طالب في المنام، فسأله عن سبب مقتل ابنه الحسين.

من هو ابن الصيفي؟

أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي، المعروف بحيص بيص هو شاعر مشهور من شعراء العصر العباسي، كان فقيها شافعي المذهب، ولد في العراق.

وحيص بيص هو لقب ابن الصيفي حيث أنه رأى في يوم من الأيام جمعًا من الناس، وكانت حركتهم مزعجة، وكان أمرهم شديد، فقال لرجل بجانبه: ما لهم في حيص بيص، فلقب بذلك.

قصة قصيدة ملكنا فكان العفو منا سجية

أما عن مناسبة قصيدة “ملكنا فكان العفو منا سجية” فيروى بأن نصر الله بن مجلي وبينما كان نائمًا في ليلة من الليالي رأى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في منامه، فقال له نصر الله لعلي: يا أمير المؤمنين، تقومون بفتح مكة المكرمة، وتقولون: من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن، ومن بعد أن تموت يحصل لابنك الحسين ما حصل، فقال له الخليفة علي: ألم تسمع أبيات ابن الصيفي في هذا؟، فقال له نصر الله: لا والله يا أمير المؤمنين لم أسمعها، فقال له الخليفة: اسمعها منه.

وعندما استيقظ نصر الله من النوم، ارتدى ملابسه، وخرج من بيته وتوجه إلى بيت ابن الصيفي، وعندما وصل إلى بيته، طرق عليه بابه، فخرج إليه، وأدخله إلى مجلس بيته، فجلس معه، وقص عليه الرؤيا التي رآها في المنام، فأخذ ابن الصيفي يبكي، وأقسم له بالله بأن هذه الأبيات لم تخرج من فمه من قبل قط، ولم يكتبها أو يطلع أحد عليها، ولم ينظمها إلا في الليلة السابقة، ومن ثم أنشده إياها قائلًا:

مَلكْنا فكان العَفْو منَّا سَجيَّةً
فلمَّا ملكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ

يعاتب الشاعر في هذا البيت من ملك من بعد ملك قومه، ويقول له بأنهم عندما ملكوا انتشر العدل، وكانوا يعفون عن الناس، ولكن عندما ملك من ملك بعدهم أصبح الدم يسيل في كل مكان كناية عن كثر القتل.

وحَلَّلْتُمُ قتلَ الأسارى وطالَما
غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَح

فحسْبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيْنَنا
وكلُّ إِناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ

الخلاصة من قصة القصيدة: رأى رجل في يوم من الأيام علي بن أبي طالب في المنام، وسأله عن سبب مقتل ابنه على الرغم من العدل الذي كان منتشرًا في زمانه، فأخبره بأن يسمع شعر ابن الصيفي، فتوجه إليه بعد أن استيقظ من النوم، وسمع منه شعره في ذلك.

المصدر: كتاب "معجم الأدباء" تأليف ياقوت الحمويكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: