نقص عليكم اليوم شيئًا من خبر حسن بن قويدر الخليلي، ومن ذلك شرحه لمنظومة حسن العطار في النحو.
من هو حسن بن قويدر؟
هو حسن بن علي قويدر الخليلي، شاعر وأديب، ولد وتوفي في القاهرة، وكان تاجرًا كأبيه.
قصة قصيدة منظومة الفاضل العطار قد عبقت
أما عن مناسبة قصيدة “منظومة الفاضل العطار قد عبقت” فيروى بأن حسن بن قويدر الأزهري الخليلي هو مغربي الأصل، ولكن أهله انتقلوا إلى بلدة الخليل في فلسطين، وأقاموا فيها قبل أن يولد، ومن ثم انتقل أبوه إلى القاهرة في مصر، وأقام فيها، فولد حسن هنالك، ونشأ فيها، وبينما هو هنالك نال شهرة كبيرة في العلوم، على الرغم من أنه كان يعمل في التجارة، وأصبح له علاقات تجارية قوية مع أهل الشام.
وعندما بلغ أشده وجه همته نحو طلب العلم بكل إقبال وشدة، ودرس على يد العديد من العلماء، ومن جملة العلماء الذين تعلم على يدهم الشيخ حسن الأبطح، والشيخ حسن العطار، والشيخ إبراهيم الباجوري، والشيخ إبراهيم السقا، وغيرهم العديد من علماء ذلك الزمان، وكان حسن بن قويدر شافعي المذهب.
ومن مؤلفات حسن الخليلي شرحًا على منظومة شيخه حسن العطار في علم النحو، وقد شرح هذه المنظومة خير شرح، ونحا ألطف نحو، وقد أنشد في شرحه لهذه المنظومة، مادحًا إياها بقوله:
منظومة الفاضل العطار قد عبقت
منها القلوب بريا نكهة عطرة
يمدح الشاعر منظومة النحو التي ألفها شيخه الشيخ حسن العطار، ويقول بأن القلوب قد تعطرت منها بروائح عطرة.
لو لم تكن روضة في النحو يانعة
لما جنى الفكر منها هذه الثمرة
في ظلمة الجهل لو أبدت محاسنها
والليل داج أرانا وجهها قمره
قالوا جواهر لفظ قلت لا عجب
بحر البلاغة قد أهدى لنا درره
ومن ثم قال: من شغفي بهذه المنظومة فقد قررت أن أكتب عليها شرحًا، وأبني على أركانها صرحًا، وأرسخ نطاق البلاغة فيها، فوقفت على أقدامي مترددًا بين تأخري وإقدامي، وشددت نطاق العزم، وتقلدت بالحزم، وبسطت في هذا الميدان ذراعي، وإني لأرى التوفيق أمامي، والعناية من حولي، وأخذت من رياض العلوم الثمار، واعتصرت بنات الأفكار، وأخذت من المعاني الأبكار، ورصدت من بين النجوم والأقمار، واخترت مؤلف تتألف نجوم المعارف من مطالع أفلاكه، فجعلته تاجًا لتلك العروس، وجعلت لشرح أبيات الغزل خواتم، بينت فيها معاني ألفاظه، وكان شرحه لهذه المنظومة في ما يقارب الثلاثين كراسًا.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان حسن بن قويدر قد درس على أيدي العديد من العلماء، ومنهم حسن العطار، وكان لحسن العطار منظومة في عل النحو، شرحها حسن بن قويدر.