اقرأ في هذا المقال
أنشد العديد من الشعراء قصائد مدحوا فيها رسول الله صل الله عليه وسلم، وبعض هذه القصائد لها قصص خلدت في التاريخ، ومن هذه القصص قصة الشاعر عبد الله بن الزبعري مع الرسول صل الله عليه وسلم، واليوم نقص لكم هذه القصة.
من هو عبد الله بن الزبعري
هو أبو سعيد عبد الله بن الزبعرى بن عدي بن قيس، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وعصر صدر الإسلام.
قصة قصيدة منع الرقاد بلابل وهموم
أما عن مناسبة قصيدة “منع الرقاد بلابل وهموم” فيروى بأن عبد الله بن الزبعري كان شاعر قريش في الجاهلية، وعندما أتى الإسلام، لم يسلم بادئ الأمر، وبقي يحارب الإسلام والمسلمين في شعره، واستمر على هذه الحال حتى فتح المسلمون مكة المكرمة، وعندها فر هاربًا إلى نجران، وبقي هنالك مدة من الزمان، ومن ثم عاد إلى مكة المكرمة، واعتذر من رسول الله صل الله عليه وسلم، ودخل عليه، واعتذر منه، فقبل الرسول اعتذاره.
وقد كان عبد الله بن الزبعري شاعرًا من الشعراء المجيدين، فأنشد قصيدة يمدح فيها رسول الله صل الله عليه وسلم، وفي هذه القصيدة أيضًا قص حكايته، وفيها قال:
مَنَعَ الرقادَ بِلابِلٌ وَهُمومُ
وَاللَيلُ مُعتَلِجُ الرَواقِ بِهيمُ
مِمّا أَتاني أَنَّ أَحمدَ لامَني
فيهِ فَبِتُ كَأَنِني مَحمومُ
يا خَيرَ مَن حَمَلَت عَلى أَوصالِها
عَيرانَةٌ سُرُحُ اليَدَينِ غَشومُ
إِنّي لمُعتَذِرٌ إِلَيكَ مِن الَّذي
أَسدَيتُ إِذ أَنا في الضَلالِ أَهيمُ
يعتذر الشاعر من الرسول من الذي فعله للمسلمين قبل أن يسلم.
أَيامَ تَأمُرَني بِأَغوى خُطَّةٍ
سَهمٌ وَتَأمُرَني بِها مَخزومُ
وَأمُدُّ أَسبابَ الرَدى وَيَقودُني
أَمرُ الغُواةِ وَأمرُهُم مَشؤومُ
وقال فيها أيضًا:
فَاليَومَ آمَنَ بِالنَبيِّ مُحَمَدٍ
قَلبي وَمُخطئُ هَذِهِ مَحرومُ
مَضَتِ العَداوَةُ وَاِنقَضَت أَسبابُها
وَدَعَت أَواصِرُ بَينَنا وَحُلومُ
فَاِغفِر فِدَىً لَكَ وَالِداي كِلاهُما
زَلَلي فَإِنَّكَ راحِمٌ مَرحومُ
وَعَلَيكَ مِن عِلمِ المَليكِ عَلامَةٌ
نُورٌ أَغَرُّ وَخاتِمٌ مَختومُ
أَعطاكَ بِعدَ مَحَبَةٍ بُرهانَهُ
شَرَفاً وَبُرهانُ الإِلَهِ عَظيمُ
وَلَقَد شَهِدتُ بِأَنُّ دينَكَ صادِقٌ
حَقٌّ وَأَنكَ في العِبادِ جَسيمُ
وَاللَهُ يَشهَدُ أَنَّ أَحمدَ مُصطَفى
مُستَقبِلٌ في الصالِحينَ كَريمُ
قَرمٌ عَلا بُنيانُهُ مِن هاشِمٍ
فرعٌ تَمَكَّنَ في الذُرى وَأُرومُ
شرح قصيدة منع الرقاد بلابل وهموم
- البيت الأول: يشكو الشاعر من الأرق بسبب كثرة همومه.
- البيت الثاني: يتحدث الشاعر عن سماع خبر لوم الرسول صلى الله عليه وسلم له على ما فعله.
- البيت الثالث: يمدح الشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم.
- البيت الرابع: يعتذر الشاعر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على ما فعله.
- البيت الخامس: يتحدث الشاعر عن خطاياه وذنوبه.
- البيت السادس: يتحدث الشاعر عن توبته ورجوعه إلى الله.
- البيت السابع: يدعو الشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بالغفران.
الخلاصة من قصة القصيدة: عندما أسلم عبد الله بت الزبعري دخل على رسول الله صل الله عليه وسلم، واعتذر منه، وأنشد قصيدة يمدحه بها.