قصة قصيدة منفصل عني وما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة منفصل عني وما

أمّا عن مناسبة قصيدة “منفصل عني وما” فيروى بأنه في يوم من الأيام وهبت جارية إلى الخليفة هارون الرشيد، وكانت هذه الجارية شديدة الجمال، فبقي معها تلك الليلة يتحدثان حتى الصباح، وفي صباح اليوم التالي، أمر بأن ترتدي جميع جواريه افضل الملابس، وبأن يدخلن عليه، فدخلن عليه، وكان منهن من يغنين، ومنهن من يخدمنه.

ووصل خبر ذلك إلى زوجته أم جعفر، فغضبت غضبًا شديدًا مما فعل زوجها الخليفة، وبعث إلى أخته علية بكتاب لكي تشكو إليها ما فعل بها الخليفة، وأخبرتها في ذلك الكتاب بخبر ما فعل، وعندما وصل الكتاب إلى علية، وقرأت ما فيه، بعثت إليها بأن لا تغضب، ووعدتها بأن ترده إليها، ومن ثم أخبرتها بأنها صنعت شعرًا، وبأن عليها أن تبعث جميع جواريها إليها لكي يحفظن الشعر، فبعثت إليها جواريها، وألبستهن أفضل الملابس، وعندما وصلن إلى علية أخت الخليفة هارون الرشيد، أجلستهن أمامها، وقامت بإلقاء الشعر الذي صنعته مع لحن، حتى حفظنه جميعًا، ومن ثم دخلت إلى الخليفة وهو يصلي العصر، ومعها ما يزيد عن الألفي جارية، وعندما انتهى من الصلاة، أمرتهن أن يبدأن بالغناء، فأخذن يغنين قائلات:

منفصل عني وما
قلبي عنه منفصل

يا قاطعي قل لي لمن
نويت بعدي أن تصل

فطرب الخليفة بما سمع، ووقف على رجليه، واستقبل زوجته، ومعه أخته علية، وهو في غاية الفرح، وقال لها: والله إني لم أر سرورًا كما رأيت اليوم، وأمر أحد خدمه أن يحضر جميع النقود التي في الخزينة، وأن يقوم بنثرها على أهل المدينة، فنثر ما يزيد عن الستة آلاف ألف درهم في ذلك اليوم.

نبذة عن علية بنت المهدي

هي علية بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي القرشي، ولدت في مدينة بغداد في العراق في عام مائة وستون للهجرة، وهي أميرة من أميرات العصر العباسي.

اشتهرت علية بنت المهدي بإجادتها للشعر والغناء والعزف، حيث كانت معظم أشعارها عبارة عن أبيات قصيرة مصممة للغناء.

توفيت علية بنت المهدي في بغداد في عام مائتان وعشرة للهجرة.


شارك المقالة: