قصة قصيدة من أصبح اليوم مثلوجا بأسرته
أمّا عن مناسبة قصيدة “من أصبح اليوم مثلوجا بأسرته” فيروى بأن معاوية بن أبي سفيان أوعز في يوم من الأيام إلى عبد الله بن قيس الكندي أن يقوم بغزو الروم، فخرج إليهم وقام بغزوهم، وكان في جيش الشام مع معاوية بن أبي سفيان كل من العديد من الرجال أمثال شرحبيل بن السمط الكندي ومالك بن هبيرة الكندي ، وكان مع علي بن أبي طالب في جيش العراق حجر بن عدي الكندي والأشعث بن قيس وغيرهم.
وقد كان الأشعث في الوقت الذي قتل فيه عثمان بن عفان في بلاد ما وراء النهرين، وقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ببعث كتاب إليه، وطالبه في هذا الكتاب بأن يبايعه، ولكن الأشعث لم يقبل بأن يبايع علي بن أبي طالب، وكان يريد أن يلحق بجيش معاوية في الشام، وقال هذا أمام من كان عنده في المجلس حينما أتاه الكتاب من علي، فأنكروا عليه ذلك، وبسبب ذلك قرر اللحاق بعلي بن أبي طالب.
وقد كان الأشعث زعيمًا على كل من قبائل كندة وقبائل وربيعة، ولكن الخليفة قام بإزاحته عن منصبه ووضع مكانه حسان الذهلي، فغضب الأشعث من ذلك، وأتاه حسان الذهلي وأخبره بأنه سوف يأخذ رئاسة ربيعة ويعطيه رئاسة كندة، وعلى الرغم من ذلك بقي غاضبًا مما حصل معه، وعندها أراد معاوية أن يستميله إليه، فأمر أحد قادة جيشه وهو مالك بن هبيرة الكندي أن يستميله، فأنشد مالك أبياتًا من الشعر يستفز فيها الأشعث قائلًا:
من أصبح اليوم مثلوجاً بأسرته
فالله يعلم أني غير مثلوج
زالت عن الأشعث الكندي رأيته
وقلد الأمر حسان بن مخدوج
وعندما وصلت هذه الأبيات إلى الشعث لم يرد عليها، وعندما علم حسان الذهلي بأبيات ابن هبيرة قرر أن يعطي الرئاسة كاملة للأشعث، فرضي وقاتل مع علي بن أبي طالب.
نبذة عن مالك بن هبيرة
مالك بن هبيرة السكوني الكندي صحابي من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو واحد من قادة جيوش الأمويين، حيث تولى ولاية حمص أيام معاوية بن أبي سفيان.
شارك في فتح حمص وفتح مصر ومعارك صفين وكان أمير جيش معاوية ضد الروم.