قصة قصيدة من كان ينوي أهله فلا رجع

اقرأ في هذا المقال


نشبت العديد من الخلافات بين الأمراء وأهل الأمر في دولة الخلافة العباسية، ومن هذه الخلافات الخلاف الذي دار بين أبي جعفر المنصور وبين عبد الله بن علي.

من هو أبو مسلم الخرساني؟

هو عبد الرحمن بن مسلم الخراساني، كان واليًا على خراسان في الدولة العباسية.

قصة قصيدة من كان ينوي أهله فلا رجع

أما عن مناسبة قصيدة “من كان ينوي أهله فلا رجع” فيروى بأنه عندما توفي أبو العباس السفاح، كان أبو جعفر المنصور في الحج، فعاد منه، وتوجه إلى الكوفة، وصلى هنالك الجمعة، وخطب بالناس، ومن ثم غادر إلى الأنبار، وهنالك كتب إلى عمه عبد الله بن علي يخبره بوفاة الخليفة، وعندما وصل عبد الله بن علي الخبر نادى في الناس، فاجتمع عنده الأمراء والأعيان من الناس، فأخبرهم بخبر وفاة السفاح، ومن ثم قال لهم بأن السفاح قد عهد له بالخلافة من بعده، وشهد له على ذلك بعض أمراء العراق، وبايعوه على الخلافة، فخرج إلى مدينة حران، وحاصرها لما يزيد عن الأربعين يومًا، ومن ثم تسلمها، وقتل نائب المنصور هنالك.

وعندما وصل خبر ذلك إلى أبي جعفر المنصور، بعث من فوره أبا مسلم الخرساني على رأس جيش، وكان عبد الله بن علي قد تحصن في مدينة حران، وعندما وصل خبر مسير أبو مسلم الخرساني إلى عبد الله بن علي، خاف أن لا يناصره جيش العراق، فقام بقتل ما يزيد عن السبعة عشر ألف جندي، وكان يريد أن يقتل رجلًا يقال له حميد بن قحطبة، فهرب حميد من عنده، والتحق بجيش أبي مسلم.

وخرج عبد الله بن علي لكي يلقى أبا مسلم الخرساني، وعندما وصل أبو مسلم إليه، بعث له بأنه لم يأتي مقاتلًا، وإنما بعثه الخليفة واليًا على الشام، وبأنه يريدها، وخاف جنود الشام من القتال، فقال لهم عبد الله: ويحكم، والله إنه لم يأتي إلى هنا إلا لكي يقاتلنا، ولكنهم أصروا على العودة إلى الشام، فغادر عبد الله موقعه، وتوجه إلى منطقة قريبة من الشام، فلحق بهم أبو مسلم ومن معه، ولقوهم هنالك، وقاتلوهم لمدة خمسة أشهر، وكان أبو مسلم إذا بدأ القتال أنشد قائلًا:

من كان ينوي أهله فلا رجع
فرَّ من الموت وفي الموت وقع

يشحذ أبو مسلم همة من معه من جنود، ويقول لهم بأن من خاف من الموت، وأراد العودة إلى أهله، فلا مفر من الموت، وإن الموت واقع لا محالة، في القتال كان أم بين أهله.

الخلاصة من قصة القصيدة: عندما توفي أبو العباس السفاح، طالب عبد الله بن علي بالخلافة، فبعث له أبو جعفر المنصور أبو مسلم الخرساني، فأتاه وقاتله بالقرب من الشام.


شارك المقالة: