قصة قصيدة من مبلغ عني الإمام

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة من مبلغ عني الإمام

أمّا عن مناسبة قصيدة “من مبلغ عني الإمام” فيروى بأنه في إحدى فترات العصر العباسي انقطعت الصلة بين بيوت المال وبين عامة الشعب، فلم تعد بيوت المال تدفع للمحتاجين منهم ما فرضه الإسلام عليهم، فكان كل ذلك سببًا لانتشار الفقر وعدم القدرة على التماس العيش بالطرق المشروعة، وأصبح الناس يتمردون على الأوضاع السيئة، كما أنهم أصبحوا يلتمسون الكسب بطرق غير مشروعة، فأصبحوا يغيرون على المدن، كما أنهم كانوا يقومون بسرقة الأسواق والتجار الموجودين في تلك الأسواق.

وانتشر الصعاليك في تلك الفترة بسبب كثرة الفتن والاضطرابات بسبب الظلم الموجود، واستبداد الخلفاء بالحكم، وفتكهم وتنكيلهم بمن كان يعارضهم، وكانت بعض هذه الفتن بسبب الصراع القائم بين الحكام على الخلافة والقوة، وكان بعضها بسبب النزعة الموجودة عند البعض بالانفصال والاستقلال عن الدولة العباسية، وقد عبر الشاعر أبو العتاهية عن الحالة الصعبة والحاجة المزرية المنتشرة في تلك الفترة، كما اشتكى من ظلم العمال وانتشار البطالة إلى الخليفة أبو عبد الله محمد المهدي قائلًا:

مَن مبلغٌ عني الإمامَ
نصائحًا متواليهْ

أني أرى الأسعار
أسـعارَ الرعية غاليه

وأرى المكاسب نزْرة
وأرى الضرورة فاشيه

وأرى هموم الدهر رائحة
تمرّ وغــــــــاديــه

وأرى المراضع فيه عن
أولادها متجافيــــــه

وأرى اليتامى والأراملَ
في البيوت الخاليه

مِن بين راجٍ لم يزل
يسمو إليك وراجيه

يشكون مجهدة بأصوات
ضعاف عــــــــالـيه

يرجون رِفدَك كي يرَوا
مما لقُوه العــــــافـيه

مَن يُرتجى للناس غيرَك
للعيون الباكيـه

مِن مُصبياتٍ جوَّعٍ
تمسي وتصبح طـــــاويه

مَن يُرتجى لدفاع كرْب
مُلمَّة هي مـــــــــاهيه

مَن للبطون الجائعات
وللجسوم العـــــــاريه

مَن لارتياع المسلميـن
إذا سمعنا الـــــواعيه

نبذة عن أبي العتاهية

هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي، شاعر من كبار شعراء العصر العباسي، ولد في عام مائة وثلاثين للهجرة في عين التمر إحدى مدن كربلاء في العراق، ومن ثم انتقل إلى الكوفة، وكان يبيع هنالك الجرار، ومن هنالك انتقل إلى مدينة بغداد، وهنالك اتصل بالعديد من الخلفاء، ومنهم الخليفة المهدي، والخليفة الهادي، والخليفة هارون الرشيد.

توفي أبو العتاهية في عام مائتان وإحدى عشرة للهجرة في مدينة بغداد.


شارك المقالة: