نروي لكم اليوم خبر ارتداد بني وليعة عن الإسلام عندما منع عنهم زياد بن لبيد الصدقة.
قصة قصيدة نحن قتلنا الأملاك الأربعة
أما عن مناسبة قصيدة “نحن قتلنا الأملاك الأربعة” لزياد بن لبيد فيروى بأنه في أحد الأعوام قبل هجرة رسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة أتى حجاج كندة إلى مكة، وكان منهم بنو ربيعة من عمرو بن معاوية، وكان في ذلك العام يعرض نفسه على القبائل، فعرض نفسه عليهم، ولكنهم لم يقبلوه، وبعد أن هاجر الرسول إلى المدينة أتاه وفد كندة، وكان منهم بني وليعة، فأطعمهم الرسول طعمة من صدقات حضرموت، ومن ثم استعمل زياد بن لبيد البياضي على حضرموت، وأجرى لهم صدقة.
وفي أحد الأعوام حدث أمر أوجب أن يتجافوا عن سنتهم، فرفضوا ورفض زياد أن يعطيهم الصدقة، فاختلفوا معه، وارتدوا عن دين الإسلام، وتوفي رسول الله وهم ما زالوا على ردتهم، وعندما وصلهم خبر وفاته أظهروا الشماتة بموته.
وعندما أصبح أبو بكر الصديق خليفة المسلمين أقر زياد بن لبيد على حضرموت، وأمره بأن يأخذ البيعة من أهلها، فبايعه كل أهلها إلا بني وليعة، ومن ثم خرج زياد يقبض الصدقات من بني عمرو بن معاوية، وعندما وصلهم أخذ ناقة لغلام من غلمانهم، فقال حارثة بن سراقة الكندي لزياد بن لبيد أن يطلقها، فرفض زياد، فأنشد حارثة قائلًا:
يمنعها شيخ بخديه شيب
ملمعاً فيه كتلميع الثوب
ماض على الريب إذا كان الريب
فصاح زياد بأصحابه المسلمين ودعاهم إلى نصرة الله، فانظم إليه طائفة من المسلمين، ومن ارتد انظم إلى حارثة، فأنشد حارثة قائلًا:
أطعنا رسول الله ما دام بيننا
فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر
أيورثها بكرا، إذا مات، بعده
فتلك، لعمر الله، قاصمة الظهر
وقاتلهم زياد حتى قتل لهم أربعة ملوك، وتمكن من هزيمتهم، وفي خبر ذلك أنشد:
نحن قتلنا الأملاك الأربعة
جمدا ومخوسا ومشرحا وأبضعه
يفخر زياد بن لبيد بقتله ملوك الأودية الأربعة من كندة وهم جمد ومخوس ومشرح وأبضعه.