قصة قصيدة نحيل الجسم مكتئب الفؤاد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة نحيل الجسم مكتئب الفؤاد:

أمّا عن مناسبة قصيدة “نحيل الجسم مكتئب الفؤاد” فيروى بأنّه في يوم كان أحد الصالحين يمشي في البرية، وبينما هو كذلك رأى شجرة، فجلس يحتمي في ظلها من حرارة الشمس، وبينما هو جالس أقبل عليه رجل من بعيد، وعندما وصله، قال له: يا أخي، قم فإن الموت لم يمت، ثم انصرف من عنده فقام الرجل وتبعه، حتى أدركه.

وعندما أدركه، واقترب منه سمعه يقول بينما هو يمشي: كل نفس ذائقة الموت، اللهم بارك لي في الموت، فقال له الرجل الصالح: يا أخي، ماذا هنالك بعد الموت؟، فقال له الرجل: إن أنت أيقنت بما يوجد بعد الموت، شمرت عن ساعدك مئزر الحذر، ولم يعد لك في دنياك من مستقر، ثم أدار وجهه وأكمل مسيره، فتبعه الرجل حتى أدركه، وإذ به يقول: اللهم بيض جهي بالنظر إليك، واملأ قلبي حبًا لك، وأجرني من عذابك في يوم لقائك، فقد آن الوقت لكي يبدأ قلبي بالحياء منك، وحان الوقت لكي أعود عن الإعراض عنك، فلولا حلمك يا رب لن يسعني أجلي، ولولا عفوك لم ينبسط أملي فيما عندك، ثم أنشد قائلًا:

ألذ من التلذذ بالغواني
إذا أقبلن في حلل حسان

منيب فر من أهل ومال
يسيح إلى مكان من مكان

ليخمل ذكره ويعيش فردا
ويظهر في العبادة بالأماني

تلذذه التلاوة أين ولى
وذكر بالفؤاد وباللسان

وعند الموت يأتيه بشير
يبشر بالنجاة من الهوان

فيدرك ما أراد وما تمنى
من الراحات في غرف الجنان

ثم مضى الرجل في طريقه، وهو ينشد قائلًا:

نحيل الجسم مكتئب الفؤاد
تراه بقمة أو بطن وادى

ينوح على معاص فاضحات
يكدر ثقلها صفو الرقاد

فإن هاجت مخاوفه وزادت
فدعوته أغثني يا عمادي

فأنت بما ألاقيه عليم
كثير الصفح عن زلل العباد

حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة:

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة التوجه إلى الله تعالى بأنّه كثير المعاصي، ولكنّ الله سبحانه وتعالى يصفح المعاصي لمن زلّ ولكن عليه أن يستغفر ربه عن هذه المعاصي التي قام بها.


شارك المقالة: