قصة قصيدة نفع قليل إذا نادى الصدى أصلا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة نفع قليل إذا نادى الصدى أصلا

أمّا عن مناسبة قصيدة “نفع قليل إذا نادى الصدى أصلا” فيروى بأنّه في يوم من الأيام قام رجلان من بني سعد بن عجل يدعيان وائل بن عبد الله وسليط بن عبد الله بقتل رجل من بني نهشل، يقال له عامر، وهو عم خالد بن مالك بن ربعي النهشلي، وكان وقتها خالد بن مالك في مجلس النعمان، وكان من الحاضرين الأسود النهشلي، فنظر النعمان إلى خالد وقال له: أي فرسان العرب أثقل على أعدائهما، وأخف على ظهور الخيل، فقال له خالد: أنت أعلم، فقال له النعمان: هما خالا ابن عمك الأسود، وهما من قتلا عمك عامر بن ربعي، وكان يريد أن يحثه على أن يطلب ثأره منهما، فتغير لون وجه خالد، فوقف الأسود وقال: ثكلته أمه، من اعتقد أن حق أخواله فوق حق أعمامه، ثم نظر إلى خالد، وقال: يا ابن عمي، حرم علي الخمر حتى آخذ لك بثأرك، فقال خالد: وعلي مثل ذلك.

ونهض الاثنان، وجمعا جمعًا من قومهما، وأغارا على كاظمة، وكانا قد بعثا برجل يقال له عبيد، لكي يتجسس لهم على الثوم، فعاد إليهم، وقال لهم بأن كاظمة ملآنة بالتجار والحجاج، وبأن وائل وسليط موجودان هنالك، فركبوا حتى أتوهم، ونادوا فيهم بأنه من كان حاجًا فليمضي في حجه، ومن كان تاجر فليمض لتجارته.

وعندها ظهر لهم وائل وسليط، ومعهما جماعة من قومهما، فاقتتل الطرفان، وادعى الأسود بأنه قام بقتل وائل، وعندما عاد إلى النعمان، وعندما رآه النعمان ابتسم، وقال له: لقد وفيت بنذرك، فأقام عنده مدة ينادمه، ومن ثم مرض مرضًا شديدًا، فبعث له النعمان برسول يسأله عن حاله، فأنشده قائلًا:

نفع قليلٌ إذا نادى الصدى أُصلا
وحانَ منه لبرد الماء تَغريد

وودعوني فقالوا ساعة انطلقوا
أودى فأودى النَدى والحزم والجود

فَما أُبالي إذا ما مت ما صَنعُوا
كلُّ امرئ بسبيل الموت مرصود

نبذة عن الأسود النهشلي

هو الأسود بن يعفر ابن عبد الأسود بن جندل بن سهم بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن تميم، شاعر من شعراء العصر الجاهلي.


شارك المقالة: