قصة قصيدة هبني أسأت فأين العفو والكرم

اقرأ في هذا المقال


دعوة المظلوم من الدعوات المستجابة عند الله سبحانه وتعالى، وهنالك العديد من القصص والأخبار على ذلك، ومن ذلك خبر الحاجب جعفر بن عثمان الذي نقصه عليكم اليوم.

من هو جعفر بن عثمان المصحفي؟

هو جعفر بن عثمان المصحفي، شاعر من شعراء الأندلس.

قصة قصيدة هبني أسأت فأين العفو والكرم

أما عن مناسبة قصيدة “هبني أسأت فأين العفو والكرم” فيروى بأن المنصور بن أبي عامر أمر في يوم من الأيام بوضع رجل يقال له الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي في الحبس، وعندما وصل الخبر إلى أبي عامر، دخل إلى أهله، وودعهم وداع رجل مدرك بأنه ليس عائد إليهم، وقال لهم: لن ترونني بعد اليوم حيًا، فقد أتى الوقت الذي تجاب فيه الدعوة، وما كنت أنتظره منذ ما يزيد عن الأربعين عامًا.

فسأله أهله عن خبر ما حصل له قبل أربعين عامًا، فقال لهم: لقد كنت أحد الرجال المشتركين بسجن رجل في عهد الخليفة الناصر، ولم أطلق سراحه حتى رأيت في ليلة من الليالي رؤيا، يخبرني فيها أحدهم بأن أطلق سراحه، لأن دعوته في قد أجيبت، فقمت بإطلاق سراحه، ومن ثم استدعيته، وسألته عن الدعوى التي دعاها علي، فأجابني بأنه قد دعا بأن يميت الله من شارك في أمر سجنه في أضيق السجون، فقلت له: لقد استجاب الله لدعوتك، فإني أحد المشاركين في أمرك، وندمت منذ ساعتها حيث لا ينفع الندم، ومن ثم خرج من بيته، وتوجه إلى قصر المنصور، فأمسك به الجند، ووضعوه في السجن، وبينما هو في السجن بعث إلى المنصور بأبيات من الشعر قال له فيها:

هبني أسأت فأين العفو والكرم
إذ قادني نحوك الإذعان والندم

يستعطف الشاعر جعفر بن عثمان المنصور بن أبي عامر، ويقول له بأنه قد أساء إليه، ولكنه المنصور كريم يعفو عندما يقدر، فيستجديه أن يعفو عنه ويسامحه.

يا خير من مدت الأيدي إليه أما
ترثي لشيخ نعاه عندك القلم

بالغت في السخط فاصفح صفح مقتدر
إن الملوك إذا ما استرحموا رحموا

وبعث له أيضًا:

عفا الله عنك ألا رحمة
تجود بعفوك إن أبعدا
لئن جلّ ذنب ولم أعتمده
فأنت أجلّ وأعلى يدا
ألم تر عبداً عدا طوره
ومولىّ عفا ورشيداً هدى
أقلني أقالك من لم يزل
يقيك ويصرف عنك الردى

فأجابه المنصور بأبيات لعبد الملك الجزيري:

يا جاهلا بعدما زلت بك القدم
تبغي التكرم لما فاتك الكرم

ندمت إذا لم تعد مني بطائلة
وقلما ينفع الإذعان والندم

نفسي إذا جمحت ليست براجعة
ولو تشفع فيك العرب والعجم

فبقي في السجن حتى مات.

الخلاصة من قصة القصيدة: أمر المنصور بسجن الحاجب جعفر بن عثمان، فتذكر جعفر خبرًا حصل معه منذ أربعين سنة مضت، وأنه قد ظلم رجلًا، وأدخله السجن، فدعا عليه أن يموت في السجن.

المصدر: كتاب "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" تأليف شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمسانيكتاب "البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب" تأليف ابن عذاري المراكشي كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديد كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: