قصة قصيدة هجوت محمدا فأجبت عنه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة هجوت محمداً فأجبت عنه:

أمّا عن مناسبة قصيدة “هجوت محمدا فأجبت عنه” فيروى بأن كراهية قريش للرسول محمد صل الله عليه وسلم اشتدت، ولم يكتفوا بقتاله، بل كانوا يهجونه بالشعر كلما استطاعوا، فكانوا يوظفون أفضل شعرائهم بكتابة أسوأ القصائد عنه، وعن الإسلام، وفي يوم من الأيام كان حسان بن ثابت جالسًا مع الرسول صل الله عليه وسلم، فسمع الرسول بهجاء قريش له، فقال لحسان ن ثابت: أجبهم، فسكت حسان، فقال له الرسول صل الله عليه وسلم: قل وجبريل معك، ثم دعا الله سبحانه وتعالى قائلًا: اللهم أيده روح القدس، فأنشد حسان بن ثابت قائلًا:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ
وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا
رَسُولَ اللهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي
لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا
تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَيْ كَدَاءِ

يُبَارِينَ الْأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ
عَلَى أَكْتَافِهَا الْأَسَلُ الظِّمَاءُ

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ
تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ

فَإِنْ أَعْرَضْتُمُو عَنَّا اعْتَمَرْنَا
وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ

وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ
يُعِزُّ اللهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ

وَقَالَ اللهُ: قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا
يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ

وَقَالَ اللهُ: قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا
هُمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ

نبذة عن الشاعر حسان بن ثابت:

هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، وهو شاعر عربي وأحد الصحابة من الأنصار، من قبيلة الخزرج، ومن سكان المدينة المنورة، ولد في عام خمسون قبل الهجرة في المدينة المنورة ونشأ فيها، كان من الشعراء المعتبرون قبل أن يدخل في الإسلام، وكان دائم التردد على الملوك الغساسنة في الشام، وبعد أن دخل في الإسلام أصبح شاعر الرسول صل الله عليه وسلم بعد أن هاجر الرسول إلى المدينة المنورة، وهو من المخضرمين من الشعراء وذلك لأنّه أدرك الجاهلية والإسلام.

وأهدى لهُ النبي صل الله عليه وسلم جارية قبطية قد أهداها له ملك القبط المقوقس وهي سيرين بنت شمعون، فتزوجها حسان وأنجب منها ابنه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وحسن إسلامها وهي أخت زوجة الرسول مارية القبطية.

توفي بين عامي خمسة وثلاثون وأربعون للهجرة وكان ذلك في فترة خلافة الخليفة علي بن أبي طالب.


شارك المقالة: