نقص عليكم اليوم خبر الشاعر أبان بن عبد الحميد الذي حول كتاب كليلة ودمنة إلى قصيدة.
من هو أبان بن عبد الحميد؟
هو أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير الرقاشي اللاحقي، شاعر من شعراء العصر العباسي، من أهل البصرة، انتقل إلى بغداد، واتصل هنالك بالبرامكة.
قصة قصيدة هذا كتاب أدب ومحنة
أما عن مناسبة قصيدة “هذا كتاب أدب ومحنة” فيروى بأن يحيى بن خالد البرمكي قرر في يوم من الأيام أن يحفظ كتاب كليلة ودمنة، وبالفعل بدأ في حفظ هذا الكتاب، ولكنه لم يتمكن من حفظه، واستشكل عليه ذلك، فاستدعى أبان بن عبد الحميد، وسأله عن طريقة تمكن من حفظه، فقال له أبان: أنا سوف أكتبه لك على شكل شعر، ليخفف عنك يا مولاي حفظه، فوافق يحيى بن خالد على ذلك، وأمره بأن يبدأ بذلك على الفور.
وبالفعل قام أبان بنقل هذا الكتاب إلى قصيدة، وعملها على شكل أبيات مزدوجة، فيها أربعة عشر ألف بيت، واستغرقه عمل هذه القصيدة ثلاثة أشهر، وفيها قال:
هذا كتابُ أدبٍ ومحنةٍ
وهو الذي يُدعى كَليلة دمنة
يصف الشاعر كتاب كليلة ودمنه فيقول بأنه هو كتاب كليلة ودمنه، ويدعى بكليلة دمنة.
فيه دلالاتٌ وفيه رشدُ
وهو كتابٌ وَضَعَتْه الهندُ
فَوَصفوا آدابَ كلِّ عالمٍ
حكايةً عن ألسنِ البهائم
فالحكماءُ يعرفون فضله
والسخفاءُ يشتهون هزْله
وهو على ذاك يسيرُ الحفظ
لذَّ على اللسان عندَ اللفظ
فانْظُر فتلكَ روضةُ المعاني
ودوحةُ المنطق والبَيان
نظَمْتُ فيها مائتي حكاية
وكلّها بالحُسن في نِهاية
فيها إشاراتٌ الى مَواعِظِ
نافعةٍ لكلِّ واعٍ حافِظ
ضمَّنتُها أمثالهَا والحِكَما
وربَّما استعرتُ قولَ الحُكَما
ومن بعد أن انتهى من عمل هذه القصيدة توجه إلى البرامكة، وعرضها عليهم، وعندما قرأوها أعجبوا بحسن نظمه، وأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار، وأعطاه الفضل بن يحيى خمسة آلاف دينار، وقال له جعفر بن يحيى: ألا تقبل بأن أكون من يروي لك هذه القصيدة، ولم يعطه شيئًا، وعندما أخذ هذه النقود منهم تصدق بثلثها.
الخلاصة من قصة القصيدة: أراد يحيى بن خالد البرمكي أن يحفظ كتاب كليلة ودمنة، ولكنه لم يتمكن من حفظه، واستشكل عليه ذلك، فاستشار أبان بن عبد الحميد، فأخبره أبان بأنه سوف يجعلها له قصيدة، وحولها إلى قصيدة تتكون من أربعة عشر بيتًا.