قصة قصيدة هزئت إذ رأت كئيبا معنى
أمّا عن مناسبة قصيدة “هزئت إذ رأت كئيبا معنى” فيروى بأن العباس بن الأحنف كان يحب فتاة، وكان يدعوها فوز في قصائده، على الرغم من أن فوز ليس اسمها، ولكنه لم يرد أحدًا أن يعرفها ولذلك دعاها في قصائده باسم غير اسمها، وفي يوم من الأيام كان العباس في أحد أسواق مدينة بغداد، وبينما هو في السوق لقي فوز، فوقف معها وأراد أن يتحدث معها، فقالت له فوز: يا شيخ، ما الذي تريده، ومن ثم أكملت مسيرها، ولم تتوقف معه، فتغير حال العباس، وأحس بالاكتئاب.
ومن ثم أكمل مسيره إلى مجلس كان قد دعي إليه، وكان في هذا المجلس رجل يقال له إبراهيم بن إسماعيل، ودخل إلى المجلس، وسلم على من كان فيه، وجلس من دون أن يتحدث إلى أحد من الحاضرين، فحاول الحاضرون أن يحثوه على الكلام، ولكنه لم يتحدث على الرغم من ذلك، فقال له إبراهيم بن إسماعيل: ما الذي حصل لك؟، فقال له: لقد لقيت فوز بينما كنت في طريقي إلى المجلس، ووقفت معها، فقالت لي: يا شيخ، ومن ثم أكملت مسيرها، من دون أن تتحدث إلي، وهي لا تقول لي يا شيخ، إلا إن رأت مني خطأ لا يغتفر، فقال له إبراهيم: يا أخي، هون عليك، فإنها فتاة لا تثبت على حال، ولا بد أنها كانت تمازحك، وتعبث معك، فقال العباس بن الأحنف: والله إني قد قلت أسوأ مما قالت هي، ومن ثم أنشد قائلًا:
هزئت إذ رأت كئيباً معنـى
أقصدته الخطوب فهو حزين
هزئت بي ونلت ما شئت منها
يا لقومي فأينا المغـبـون!
فقال له إبراهيم بن إسماعيل: والله إنك قد انتصفت وزدت.
نبذة عن العباس بن الأحنف
هو العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة بن حدان بن كلدة بن جذيم بن شهاب بن سالم بن حية بن كليب بن عبد الله بن عدي بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهو شاعر من شعراء العصر العباسي.
ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية، وتوفي في بغداد في العراق.