قصة قصيدة هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر ابن عبد ربه الأندلسي عندما أرادت محبوبته الرحيل من قرطبة، ومنعها المطر من الرحيل.

من هو ابن عبد ربه الأندلسي؟

هو أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه، شاعر من شعراء الأندلس، ومن أشهر مؤلفاته كتاب العقد الفريد.

قصة قصيدة هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر

أما عن مناسبة قصيدة “هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر” فيروى بأن ابن عبد ربه الأندلسي كان يحب فتاة في صباه، وفي يوم من الأيام أراد أهل هذه الفتاة الرحيل، فجمعوا كل ما عندهم، وهموا بالخروج من قرطبة، ولكن وبينما هم خارجون أتت السماء بمطر غزير منعهم من الخروج، فأنشد ابن عبد ربه قائلًا:

هَلَّا ابتَكرْتَ لبَينٍ أنتَ مُبْتَكِرُ
هَيهاتَ يأبى عَليْكَ اللَّهُ وَالقَدَرُ

مَا زِلْتُ أبكِي حِذارَ البَينِ مُلْتَهفاً
حَتَّى رَثى ليَ فِيكَ الرِّيحُ وَالمَطَرُ

يعاتب ابن عبد ربه الأندلسي في هذه الأبيات، ويقول لها عندما هممت بالرحيل والابتعاد رفض القدر خروجك، وكان ذلك من خلال الريح والمطر.

يا بَردَهُ مِنْ حَيا مُزنٍ على كَبِدٍ
نِيرانُها بِغليلِ الشَّوْقِ تَسْتَعِرُ

آلَيتُ ألا أرى شمساً ولا قمراً
حتى أرَاكَ فأنتَ الشمسُ والقمرُ

وبعد أن بلغ ابن عبد ربه الشيخوخة كتب قصيدة نقح بها هذه القصيدة الغزلية واستبدل معان الغزل التي كانت بها بمواعظ، وفيضها بالزهد، وفيها قال:

سَبيلُ الحبِّ أوَّلُهُ اغْترارُ
وآخِرُهُ هُمومٌ وَادِّكارُ

وَتَلْقى العَاشِقينَ لَهُمْ جُسومٌ
بَراها الشَّوقُ لو نُفِخُوا لطاروا

يا عاجزاً ليسَ يَعْفُو حِينَ يَقْتدِرُ
ولا يُقضَّى له مِن عَيشِهِ وَطَرُ

عايِنْ بِقَلْبِكَ إِنَّ العَين غافِلَةٌ
عَنِ الحقيقَةِ وَاعْلَمْ أَنَّها سَقَرُ

سَوداءُ تَزْفرُ مِنْ غَيْظٍ إِذا سُعِرَتْ
للظالمينَ فما تُبقي ولا تَذَرُ

إنَّ الَّذينَ اشْتَرَوا دُنْيا بِآخِرةٍ
وَشِقْوَةً بِنَعيمٍ ساءَ ما تَجَروا

يا مَنْ تَلَهَّى وشَيْبُ الرأسِ يَنْدُبُهُ
ماذا الَّذي بَعْدَ شَيْبِ الرأسِ تَنْتَظرُ

لو لم يَكُنْ لكَ غيرَ المَوتِ مَوْعِظةٌ
لكانَ فيهِ عَنِ اللَّذَّاتِ مُزْدَجَرُ

أنتَ المَقُولُ لَهُ ما قُلْتُ مُبْتَدِئاً
هَلَّا ابَتكَرْتَ لِبَينٍ أَنْتَ مُبتْكِرُ

الخلاصة من قصة القصيدة: كان ابن عبد ربه الأندلسي يحب فتاة، وفي يوم أراد أهل هذه الفتاة الرحيل، ولكن وعندما هموا بالخروج أتت السماء بمطر منعهم من الخروج، فأنشد ابن عبد ربه في ذلك أبياتًا من الشعر.


شارك المقالة: