قصة قصيدة هل تذكرن بنجد يوم ينظمنا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة هل تذكرن بنجد يوم ينظمنا

أمّا عن مناسبة قصيدة “هل تذكرن بنجد يوم ينظمنا” فيروى بأن عبد الغفار الأخرس كان كثيرًا ما يحضر مجلسًا لأحد علماء مدينة بغداد، وهو العالم أبو الثناء الآلوسي، وكان عبد الغفار مشهورًا في بغداد بظرافته، لما كان عنده من نكات وطرف، كما أنه كان مشهورًا بخطه الجميل، وقد قام بكتابة العديد من قصائده بخط يده، والتي تعتبر من الآثار عنه، كما أنه قد كتب قصائد للمفتي عبد الغني آل جميل بخط يده، وتعد المجموعة التي كتبها من المجاميع الشعرية النادرة التي تخبرنا بجزء مهم من تاريخ العراق.

وتعتبر القصائد التي خطها عبد الغفار بخط يده والتي قام بإنشادها المفتي عبر الغني قد كشفت عن شعر العصر الذي عاش فيه، والذي كان متأثرًا بالوضع السياسي في العراق، وحزن الشعراء وتأثرهم بحال أهلهم وعائلاتهم، فكان لشعر عبد الغفار وغيره من الشعراء في ذلك العصر أثرًا واضحًا في بث الروح الأدبية السياسية، وإعلاء شأن الأمة، وكان عبد الغفار قد أعلن في شعره عن شعر وأد عبد الغني، وكان في شعره كثيرًا ما يتذمر من الوضع السياسي السائد، ومن ذلك قصيدته التي قال فيها:

هَلْ تَذكُرَنَّ بنجدٍ يومَ ينظِمُنا
لآلئاً شَمِلَتْ فيها ومَرْجانا

والرَّبعُ يُطلِعُ أقماراً ويُنْبِتُ في
منازل الحيّ حيّ الجزع أغصانا

والعيش صَفوٌ يروق العين منظره
يهدي لأرواحنا رَوْحاً وريحانا

فما ترى عينُ رائيها وإنْ طمحت
إلاَّ أسوداً بميثاءٍ وغزلانا

من كلِّ أهيفَ حُلْويِّ اللمى غنجٍ
إن ماس هَزَّ على العشاق مرّانا

ولَيّنِ العَطفِ قاسي القلب لم نَرَهُ
رَقَّتْ شمائلُه للصَّبِّ أو لانا

مضى الهوى وانقضت أيّام دولته
حتَّى كأنَّ زمان اللهو ما كانا

ليتني سَلَوْتَ أحبّاءً مُنيتِ بهم
ولا ذكرتُ على الجرعاء جيرانا

فاترك ملامَك عندي حين أذكرهم
إساءةً منك فيهم وإحسانا

يا هل تراني أرى ما أستقرُّ به
أم هل ترى قلبي الظمآن ريّانا

قد كانَ دمعي عزيزاً قبل فرقتهم
واليوم كلُّ عزيزٍ بعدهم هانا

نبذة عن عبد الغفار الأخرس

عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الأخرس، هو شاعر من شعراء العراق المعروفين في أوساط بغداد الأدبية، ولد في مدينة الموصل، وتوفي في مدينة البصرة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: