قصة قصيدة هل من شفاء لقلب لج محزون
أمّا عن مناسبة قصيدة “هل من شفاء لقلب لج محزون” فيروى بأنه كان هنالك مولى لعبد الملك بن بشر بن مروان يقال له عبد الملك بن رامين، وكان لهذا الرجل ثلاث جواري من أجمل الجواري، وهنّ سلامة وربيحة وسعدة، وكنّ هؤلاء الجواري يجدن الغناء، وفيهنّ أنشد إسماعيل بن عمار الأسدي في يوم قصيدة قال فيها:
هــل مــن شــفــاءٍ لقــلبٍ لجَّ مـحـزون
صــبــا وصــبّ إلى رئم ابــن رامـيـنِ
إلى رُبـــيـــحــة إن اللَّه فــضَّلــهــا
بــحــســنِهــا وســمــاعٍ ذي أفــانـيـنِ
وهــاج قــلبــي مـنـهـا مَـضـحَـكٌ حـسـنٌ
ولثــغــة بــعــدُ فـي زايٍ وفـي سـيـنِ
نــفــســي تـأبـى لكـم إلا طـواعـيـةً
وأنـتِ تـأبـيـن لؤمـاً أن تـطـيـعيني
وتـلك قـسـمـة ضِـيـزي قـد سـمعتِ بها
وأنـت تـتـليـنها ما ذاك في الدينِ
إن تـسـعـفـيني بذاك الشيء أرض به
وإن ضـــــنـــــنـــــتِ بـــــه عـــــنـــــي
أنـتِ الطـبـيـبُ لداءٍ قـد تـلبَّسـَ بـي
مـن الجَـوَى فانفثي في فيّ وارقيني
نـعـم شـفـاؤُك مـنـهـا أن تـقولَ لها
أضـنَـيـتـني يوم ديرِ اللجِّ فاشفيني
يــا رب إنّ ابــنَ رامــيــنٍ له بـقـرٌ
عِــيــنٌ وليـس لنـا غـيـر البـراذيـنِ
لو شِـئت أعـطـيـتـه مـالاً عـلى قـدرٍ
يـرضـى بـه مـنك غير الربربِ العينِ
وفي يوم من الأيام اشترى رجل يقال له جعفر بن سليمان الجارية سلامة من مولاها بثمانين ألف درهم، عندما اشترها وضعها عنده فيقصره، وبعد أن مضى له مدة من الزمن عنده، سألها في يوم قائلًا: هل ظفر أحد منك قط ممن كانوا معلقين بك؟، فخافت سلامة أن يكون قد وصله خبر شيء كانت قد فعلته في مجلس من المجالس، أو أن يكون قد أخبره أحدهم بشيء، فقالت له: لا والله لم ينل مني أحد شيء قط، إلا رجل يقال له يزيد بن عون العبادي، وكان قد قبلني في يوم من الأيام قبلة، وأعطاني طوقًا من اللؤلؤ بعته بثلاثين ألف درهم، فأخذ جعفر يبحث عنه، حتى وجده، وأمسك به، وأمر غلمانه بان يضربوه بالسوط، ففعلوا، وبقوا يضربونه حتى مات.
نبذة عن إسماعيل بن عمار
هو إسماعيل بن عمار بن عيينة بن الطفيل، شاعر من الشعراء المخضرمين، شهد كلًا من العصر الأموي والعصر العباسي.