قصة قصيدة هنيئا بني العباس إن إمامكم

اقرأ في هذا المقال


كانت هيبة بني العباس قد زالت عندما أخذ الأتراك يتحكمون في الخلفاء، وبقيت الحال هكذا حتى تسلم الخليفة المعتضد بالله الخلافة، وهو الذي قام بإعادة هيبتهم لهم، وفيه أنشد الشعراء القصائد يمدحونه، ومنهم شاعرنا ابن الرومي.

من هو الشاعر ابن الرومي؟

أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المشهور بابن الرومي، وهو شاعر من شعراء القرن الثالث للهجرة في العصر العباسي، ولد في العقيقة في مدينة بغداد في العراق مائتان وواحد وعشرين للهجرة، رومي الأصل، أمه من أصل فارسي.

قصة قصيدة هنيئا بني العباس إن إمامكم

أما عن مناسبة قصيدة “هنيئا بني العباس إن إمامكم” فيروى بأن الخليفة العباسي أبو العباس أحمد المعتضد بالله كان قد تولى الخلافة بعد أن توفي عمه الخليفة المعتمد على الله، وكان قد أشاع العدل والرخاء في الدولة بعد أن كان غائبًا في الزمان الذي يسبق زمانه، كما أنه كان يرد المظالم إلى المظلومين، وبسبب ذلك فإن الناس قد أحبوه، وكان الخليفة المعتضد بالله يقود الحروب بنفسه، وبذلك فقد أعاد الهيبة التي فقدت منذ زمن طويل إلى بني العباس.

وكان له هيبة في نفوس الناس، فكان لا أحد من الشعب يتجرأ على أن يكتم ما في نفسه خوفًا منه، كونه كان شديد الحذقة، فكان الناس يظنون بأنه يعلم ما في نفوسهم من دون أن ينطقوا به، وكان الناس قد أطلقوا عليه السفاح الثاني، وذلك لأنه قد أعاد الهيبة التي فقدت من بني العباس، ولأنه جدد ملكهم، بعد أن قام الأتراك بالتنقيص منهم وإذلالهم، وفي خبر ذلك أنشد ابن الرومي قصيدة يمدحه فيها، قائلًا:

هنيئاً بني العباس إن إمامَكُمْ
إمام الهدى والجود والبأس أحْمَدُ

كما بأبي العباس أنشئ مُلكُكُمْ
كذا بأبي العباس منكم يُجدّدُ

يهنئ الشاعر ابن الرومي بني العباس بخليفتهم المعتضد بالله، ويمدحه بقوله أنه إمام الهدى والجود والقوة، وهو الذي أعاد إلى بني العباس هيبتهم التي كانت ظاهرة عليهم في زمن الخليفة أبي العباس السفاح.

إمامٌ يظلُّ الأمسُ يُعْمِلُ نحوه
تلفُّتَ ملهوف ويشتاقُه الغدُ

يودّ الزمانُ المنقضي عنه أنه
عليه لِزامٌ آخرَ الدهر سرمدُ

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الخليفة العباسي المعتضد بالله قد أعاد إلى بني العباس هيبتهم بعد أن انتقص منهم الأتراك وأذلوهم، وكان عادلًا يرد المظالم إلى أصحابها، وبسبب ذلك مدحه الشاعر ابن الرومي بقصيدة.


شارك المقالة: