قصة قصيدة هو المهدي الا أن فيه

اقرأ في هذا المقال


كان أبو جعفر المنصور يعرف أهمية المال، وبسبب ذلك كان شديد الحرص على أن ينفقه في منفعة شعبه، ولم يتأخر ولو قليلًا عن محاسبة أي رجل من رجاله عن أي مبلغ، حتى لو كان زهيدًا، وكان دائمًا ما يبعث إليهم بالتوصيات والتوجيهات لكي يتمكنوا من زيادة دخل الدولة، وكان يكره أي شكل من أشكال تبذير المال من دون فائدة، حتى اتهمه البعض بالبخل.

من هو المؤمل بن أميل المحاربي؟

هو المؤمل بن أميل بن أسيد المحاربي، شاعر من شعراء العصر العباسي، وهو من أهل الكوفة في العراق.

قصة قصيدة هو المهدي الا أن فيه

وفي يوم من الأيام دخل الشاعر المؤمل بن أميل إلى مجلس المهدي، ومدحه بشعر قال فيه:

هو المهدي الا أن فيه
مشابه صورةٍ القمر المنيرِ

يمدح الشاعر المهدي ويقول بأنه من شدة جماله فإنه يشبه البدر عندما يكون منيرًا.

تشابه ذا وذا فهما إذا ما
أنارا يشكلان على البصيرِ

فهذا في الضياء سراج عدلٍ
وهذا في الظلام سراج نورِ

ولكن فضل الرحمن هذا
على ذا بالمنابر والسريرِ

وبالملك العزيز فذا أميرٌ
وماذا بالامير ولا الوزيرِ

ونقص الشهر يخمدُ ذا ،وهذا
منير عند نقصان الشهورِ

فيابن خليفة الله المصفّى
به تعلو مفاخرة الفخورِ

لئن فت الملوك وقد توافوا
إليك من السهولة والوعورِ

لقد سبق الملوكَ أبوك حتى
تراهم بين كابٍ او حسيرِ

وجئت وراءه تجري حثيثاوما
بك حين تجري من فتورِ

فأمر له المهدي بعشرين ألف درهم، فأخذها وانصرف، وعندما وصل خبر ذلك إلى أبي جعفر المنصور، بعث إلى المهدي بكتاب، وقال له فيه: كان يجب على الشاعر أن يقف على بابك سنة لكي تعطيه أربعة آلاف درهم، ومن ثم بعث إلى عامل المهدي أن يبعث إليه بالشاعر، فبعث له عامل المهدي بأن الشاعر قد غادر إلى مدينة السلام، فبعث المنصور أحد قادة جنوده إلى هنالك، وأمره بان يحضر إليه ذلك الشاعر.

فخرج القائد، وأحضر الشاعر للخليفة، وعندما وقف بين يديه، أمره أن ينشده الشعر الذي مدح به المهدي، فأنشده إياه، فأعجب به المنصور، ولكنه قال له: أحسنت، ولكن شعرك لا يساوي عشرين الف درهم، ثم قال له: أين المال الذي أمر لك به المهدي؟ فقال له الشاعر: ها هو ذا، فأخذه منه، وأمر له بأربعة آلاف درهم.

الخلاصة من قصة القصيدة: مدح الشاعر المؤمل بن أميل المهدي، فأمر له بأربعة آلاف درهم، وعندما وصل خبر ذلك إلى أبي جعفر المنصور، أحضر الشاعر، واسترد منه ستة عشر ألف درهم.


شارك المقالة: