نقص عليكم اليوم خبر موت ابن الأشعث بينما كان في طريقه إلى العراق.
من هو قائل هذه القصيدة؟
هو أحد الشعراء الخوارج في العصر الأموي، لم يذكر اسمه في كتب التاريخ لقلة شعره وأخباره.
قصة قصيدة هيهات موضع جثة من رأسها
أما عن مناسبة قصيدة “هيهات موضع جثة من رأسها” فيروى بأن ابن الأشعث قد هرب من الحجاج إلى ملك الترك رتبيل، فبعث الحجاج إلى ملك الترك بكتاب، وهدده في هذا الكتاب بأنه إن لم يرسل له ابن الأشعث، فسوف يقوم بإرسال جيش إليه فيه ألف ألف مقاتل، وعندما تأكد رتبيل من أن وعيد الحجاج له حقيقي استشار بعضًا من أمراءه، فأشاروا عليه بأن يسلم ابن الأشعث للحجاج قبل أن يقوم الحجاج بتدمير دياره، فأرسل رتبيل بكتاب إلى الحجاج، وأخبره في هذا الكتاب بموافقته على تسليم ابن الأشعث له، ولكنه اشترط عليه أن لا يقاتله لعشرة أعوام، وأن لا يؤدي في كل عام من هذه الأعوام سوى مائة ألف دينار من الخراج، فوافق الحجاج على ذلك، كما ووعده بأن يطلق له خراج أرضه لسبعة أعوام.
وقام ملك الترك رتبيل بالغدر بابن الأشعث، وقتله، وبعث برأسه إلى الحجاج، وقيل بأن ابن الأشعث كان مريضًا مرضًا شديدًا، فقام بقتله بآخر رمق له، ولكن المشهور بأن الملك رتبيل بعث بابن الأشعث واثنين من أقربائه إلى الحجاج مقيدين بالأصفاد، وعندما وصلوا إلى منطقة في نصف الطريق بين بلاد الترك والعراق يقال لها الرجح صعد ابن الأشعث إلى قلعة فيها، وكان معه جندي موكل به لكي لا يهرب، فألقى ابن الأشعث بنفسه من أعلى تلك القلعة، وسقط معه الجندي الموكل به، فعمد بقية الجنود إلى رأسه، وقاموا بقطعه، وقتلوا أصحابه الذين كانوا معه، وقطعوا رؤوسهم، وبعثوا بها إلى الحجاج في العراق، فبعث الحجاج رؤوسهم إلى عبد الملك بن مروان في الشام، فبعث عبد الملك برؤوسهم إلى أخيه عبد العزيز في مصر، ودفن رأسه هنالك، وفي خبر ذلك أنشد أحد الشعراء المؤيدين لابن الأشعث بيتًا من الشعر حزينًا على موته، قائلًا:
هيهات موضع جثة من رأسها
رأس بمصر وجثة بالرجح
يرثى الشاعر في هذا البيت ابن الأشعث، ويقول بأن مكان الجثة من رأسها، فالجثة دفنت في الرجح، والرأس دفن في مصر.
الخلاصة من قصة القصيدة: هرب ابن الأشعث إلى بلاد الترك، فبعث الحجاج إلى ملكهم مهددًا إياه بالقتال إن لم يبعث له ابن الأشعث، فأرسله إليه ومعه اثنين من أقربائه، وفي الطريق صعد ابن الأشعث إلى قمة قصر، ورمى بنفسه، فقطعوا رأسه وبعثوه إلى الحجاج، فأرسله إلى عبد الملك، الذي أرسله إلى عبد العزيز في مصر.