قصة قصيدة وأبصر من زرقاء جو لأنني

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن المتنبي:

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي المذحجي، من شعراء العصر العباسي، وأحد أكبر وأفضل الشعراء على مدى التاريخ، ولد في الكوفة وتوفي في بغداد.

قصة قصيدة وأبصر من زرقاء جو لأنني:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وأبصر من زرقاء جو لأنّني” فيروى بأنّه في إحدى قبائل نجد، كان هنالك امرأة تلقب بزرقاء اليمامة، وكانت زرقاء اليمامة تساعد قبيلتها للانتصار في حروبها، فلم تكن قبيلتها تخسر أي حرب بسببها، وقد كانت زرقاء اليمامة تصعد إلى قمة جبل، وترى أعداء قبيلتها وهم في طريقهم إليها، وعندما تراهم تخبر قبيلتها بذلك، فيعدون لهم العدّة، وبذلك ينتصرون عليهم، وبسبب مساعدتها لقبيلتها في الحروب كان أطفال القبيلة يتغنون باسمها، وقد كانت زرقاء اليمامة تستطيع أن ترى الرجل من بعد مسيرة يومين.

ويروى بأنّه كان هنالك ملكًا وكان لهذا الملك وزيرًا يدعى رياح بن مرة، وفي يوم دخل هذا الوزير إلى الملك وقال له: أيّها الملك، إنّ عندي أختًا متزوجة في المدينة التي تريد أن تشن عليها حربًا، وهي تدعى زرقاء، وهي تستطيع أن ترى الرجل من مسير يومين، وإنّي أخشى أن تستطيع أن ترانا قبل أن نصل إليهم، وتنبه قومها منا، فيجهزوا لنا، ففكر الملك وقال للوزير بأن يأمر الرجال بأن يقوموا بقطع الأشجار، ويأخذوا منها قطعًا يتخفون وراءها، وبذلك يحتالون عليها، وأمره أيضًا بأن يبلغ الجيش بالمسير في الليل، ولكنّ الوزير قال له: أيّها الملك، إنّ بصرها أقوى في الظلام، ولكن الملك أصر على رأيه، وبذلك سار الجيش في الليل إلى جديس وهي مدينة زرقاء.

وعندما اقترب الجيش من المدينة أبصرتهم زرقاء، وذهبت إلى قومها وأخبرتهم بأنّ الأشجار تسير باتجاههم، ولكنّهم عندما سمعوا ذلك استهزؤوا بها وكذبوها، وبسبب ذلك دخلت عليهم جيوش الملك وفاجأتهم وقضت عليهم، وعندما دخل الجيش إلى المدينة أمسكوا بزرقاء، وأمر الملك بأن تحضر إليه، وعندما وقفت بين يديه سألها قائلًا: ماذا رأيتي، فقالت له: لقد رأيتكم وأنتم خلف الأشجار، فصعق الملك منها، ولأنّه يريد أن يتجنب خطرها أمر بان يقلعوا لها عيناها، وأمر أيضًا بأن تعلق على باب المدينة، ومن يومها سميت المدينة باسم اليمامة.

وقال المتنبي في خبر زرقاء اليمامة:

وأبصرَ من زرقاءِ جَوٍّ لأنّني
متى نَظَرَتْ عَينايَ ساواهما عِلمي


شارك المقالة: