قصة قصيدة وأحبس عنك النفس والنفس صبة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر عروة بن حزام:

هو عروة بن حزام بن مهاجر الضني، ولد عام ثلاثون للهجرة، واشتهر بحبه لابنة عمه عفراء، وهو واحد من متيمي العرب.

قصة قصيدة وأحبس عنك النفس والنفس صبة:

أما عن مناسبة قصيدة “وأحبس عنك النفس والنفس صبة” فيروى بأنّ حزام بن مهاصر توفي، وقد كان ابنه عروة صغيرًا حينها، فأخذه عمه عقال بن مهاصر معه إلى بيته، وأخذ على عاتقه تربيته، وكان لعمه ابنة اسمها عفراء، فنشأ كل من عروة وعفراء سوية، فألفا بعضهما بعضًا، وكانا يمضيان كل وقتهما سوية، وكان عمه كلما رآهما هكذا يقول لعروة: لا تخف يا بني سوف أزوجك منها إن شاء الله، وبقيا على هذه الحال حتى كبرا، فافترقا حيث التحقت هي بالنساء، وألحق هو بالرجال، وحجبا عن بعضهما البعض، وبسبب الفراق والبعد الذي حصل بينهما ثارت لوعة الشوق عندهما، ولم يستطع عروة تحمله، وأنشد فيها قائلًا:

وأَحْبِسُ عنكِ النَّفْسَ والنَّفْسُ صَبَّةٌ
بِذِكْراكِ والممشى إليكِ قريبُ

مخافَةَ أَنْ يَسْعى الوُشاةُ بِظِّنَّةِ
وأَحْرسُكُمْ أن يستريبَ مُريبُ

فتوجه إلى بيت عمه، وطلب منه أن يزوجه العفراء كما كان قد وعده، ففرح عمه بذلك، وقال له: لقد سرني هذا الكلام، ولكنّه بعد أن جلس مع نفسه، وفكر مليًا ندم لأنّه وافق عليه، لأنّه لا يملك المال الكافي لكي يدفع مهر ابنته، فعاد وقال له: يا بني سوف أزوجك من العفراء، ولكن عليك أن تدفع مهرها، فوافق عروة على ذلك، وسأله قائلًا: لك ما تريد يا عمي، كم مهرها؟، فقال له: ثمانون ناقة، فوافق عروة ولكنّه طلب من عمه أن يمهله عامان لكي يستطيع أن يجمع مهرها، فقال له عمه: أنت لها وهي لك، وبذلك انطلق إلى اليمن، وأخذ يجمع المال، وأنشد في خبر ذلك قائلًا:

يُطالِبُني عمّي ثمانينَ ناقةً
وما ليَ يا عفراءُ إلاّ ثمانِيا

وكان معه في اليمن صديقان له، وبينما هم هنالك كان يشكي لهم شوقه لعفراء، وفي إحدى الأيام أنشدهم قائلًا:

خَليليَّ من عُليا هلالِ بنِ عامرٍ
بِصَنْعاءَ عوجا اليومَ وانتظراني

ألم تَحْلِفا بِاللهِ أَنِّي أَخوكُما
فلم تَفْعلا ما يَفْعَلُ الأَخَوانِ

ولم تَحْلِفا بِاللهِ أَنْ قد عَرَفْتُما
بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثمَّ لا تَقِفانِ

ولا تَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وأَجْمِلا
فإِنَّكُما بِيْ اليومَ مبتَلِيانِ

أَلم تَعْلما أَنْ ليس بالمرْخِ كُلِّهِ
أَخٌ وصديقٌ صالحٌ فَذَراني

أفي كلِّ يوم أَنْتَ رامٍ بلادَها
بِعَيْنَيْنِ إِنساناهما غَرِقانِ

ولكن وبينما هو في اليمن، تقدم أحدهم للزواج من عفراء، فوافق والدها عليه وزوجه منها، وسافرت معه إلى بلاد الشام.


شارك المقالة: