قصة قصيدة وأشعث قوام بآيات ربه
أمّا عن مناسبة قصيدة “وأشعث قوام بآيات ربه” فيروى بأن السجاد محمد بن طلحة بن عبيد الله الأسدي كان يسجد في كل يوم ألف سجدة، وبسبب ذلك سمي السجاد، وعندما ولد أتت به أمه إلى الرسول صل الله عليه وسلم، وطلبت منه أن يسميه، فسماه محمد، وكناه بأبي سليمان، وعندما أراد الخليفة عمر بن الخطاب أن يغير أسماء الناس التي لا تصح، أتاه السجاد وأقسم عليه أن يغير له اسمه، وقال له بأنه لم يسمه محمد إلا رسول الله صل الله عليه وسلم، ولكن الخلفة رفض، وقال له: لا سبيل إلى تغيير شيء سماه الرسول.
وفي يوم الجمل حضر مع أبيه إلى القتال، وكانت رايته معه، ولكنه حضر إلى القتال مكرهًا، فقد أجبره والده على ذلك، وبسبب ذلك نهى علي بن أبي طالب عن قتله، وقال لمن معه: إياكم وصاحب البرنس، فإنه أتى القتال مكرهًا، وعندما تقدم إلى القتال، وضع درعه بين رجليه، ووقف عليه، وكلما أتاه رجل لكي يقاتله ، قال له: نشدتك نحم، فيغادر الرجل من دون أن يقاتله، حتى أتاه رجل يقال له المكعبر الأسدي، وطعنه طعنة، ولم يكن يرتدي درعه، فنمات، وأنشد المكعبر الأسدي، قائلًا:
وأشعث قوام بآيات ربه
قليل الأذي فيما ترى العين مسلم
هتكت له بالرمح جيب قميصه
فخر صريعاً لليدين وللفم
على غير شيء غير أن ليس تابعاً
علياً ومن لم يتبع الحق يندم
يذكرني حم والرمح شاجر
فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وكان قد ادعى قتله العديد من الناس، وكان من بينهم جماعة المكعبر الأسدي، وجماعة الأشتر النخعي، وشريح بن أوفى، وابن مكيس الأزدي، ومعاوية بن شداد العبسي، وبعد أن انتهى القتال، مر علي بن أبي طالب، ومعه جماعة من المقاتلين، ومنهم ابنه الحسن وصعصعة بن صوحان والأشتر، وكان معهم في أيديهم نيران، وكانوا يطوفون بين القتلى، حتى وقف علي عند محمد، وهو قتيل، فقال: إنه السجاد ورب الكعبة، وقرب رأسه من بقية جسده، وبكى عليه، وقال: والله ما صرعه هذا المصرع إلا طاعته لأبيه، وإنه كان صالحًا عابدًا.
نبذة عن المكعبر الأسدي
هو المكعبر الأسدي، من قبيلة بني أسد، لم يذكره التاريخ.