قصة قصيدة وأفضل قبر بعد قبر محمد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وأفضل قبر بعد قبر محمد

أمّا عن مناسبة قصيدة “وأفضل قبر بعد قبر محمد” فيروى بأن أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله قد بويع للخلافة في عام مائة وسبعة وأربعين للهجرة بعد أن أصر والده المنصور على أن يخلع نفسه من الخلافة ويجعله خليفة بدلًا منه، على الرغم من أن ولي عهد المنصور كان عيسى بن موسى.

ويروى بأن المهدي كان صاحب سيرة محمودة، وكان محبوبًا بين عامة الناس، وكان حسن الخَلق والخُلق، وكان جوادًا كريمًا، يحب الخير، ويجلس للمظالم، وفي فترة خلافته كثرت الفتوحات في بلاد الروم، وفتح جزءًا من الهند، كما أن جامع الرصافة قد بني في عصره.

وانتعشت بغداد في فترة خلافته كما لم تنتعش من قبل، كما أن شهرتها قد ازدادت، وأصبحت أعداد من يهاجرون إليها من جميع الأعراق والأديان كبيرة، وقد قيل بأنها كانت واحدة من أكثر مدن العالم سكانًا في ذلك الزمان.

ويعتبر المهدي أول من قام بقتال الزنادقة، وهو من ألبس الكعبة المشرفة الحرير والديباج، وقام بطلائها بالمسك، وقام بشراء جميع الأراضي التي تحيط بالكعبة، وجعلها متوسطة لهذه الأراضي، وفي يوم من الأيام دخل أبو دلامة إلى مجلسه، فقال له: كيف حالك يا أبا دلامة؟، فأنشده أبو دلامة قائلًا:

إنّي نَذَرتُ لَئِن رَأَيتُكَ سَالِماً
بِقُرى العِرَاقِ وأنتَ ذُو وَفرِ

لَتُصَلِّيَنَّ على النَّبيِّ مُحَمَّدٍ
وَلَتَملأَنَّ دَرَاهماً حِجري

ويروى بأن رجلًا يقال له حكيم المقنع قد خرج في فترة خلافته، وقد قال هذا الرجل بتناسخ الأزواج، فأمر المهدي بمحاصرة بيته، فحاصروه، فقام بإسقاء أولاده وبناته وزوجته السم، ومن ثم شربه هو، فماتوا جميعًا، وعندما توفي رثاه حماد الراوية قائلًا:

و أفضل قبر بعــد قبر محمد
نبي الهدى قبر بما سبذان

عجبت لأيد حثت الترب فوقه
غداة فلم يرجع بغير بنان

نبذة عن حماد الراوية

هو أبو القاسم حماد بن أبي ليلى بن المبارك بن عبيد الديلمي الكوفي، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في الكوفة، وتوفي في بغداد، كان من أعلم الناس بأيام العرب وأخبارها وأشعارها وأنسابها ولغاتها.


شارك المقالة: