نروي لكم اليوم خبرًا من أخبار ذو الرمة حصل له مع الفرزدق، بينما كان و الرمة في ديار بني تميم.
من هو ذو الرمة؟
يلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي الربابي التميمي، شاعر من شعراء العصر الأموي، من أهل نجد.
قصة قصيدة وأما مجاشع الأرذلون
أما عن مناسبة قصيدة “وأما مجاشع الأرذلون” فيروى بأن عصمة بن بدر الفزاري كان يسير في يوم من الأيام في بلاد تميم وهو على ظهر حصانه، وبينما هو في مسيره خرج له راكب، وسار تجاهه، حتى أصبح قريبًا منه، ومن ثم توقف ورد عليه السلام بصوت عالٍ، فرد عليه عصمة سلامه، وقال له: من الراكب صاحب الصوت العالي؟، فقال له: أنا غيلان بن عقبة، فقال له عصمة: مرحبًا بالكريم حسبًا ونسبًا، فقال له غيلان: رحب أصلك، فمن أنت؟، فقال له: أنا عصمة الفزاري، فقال له: حياك الله.
ومن ثم سار الاثنان سوية، وكان يومها يومًا شديد الحرارة، وبينما هما يسيران، قال غيلان: لقد صهرتنا الشمس، واقترح أن يميلوا إلى شجيرات يستظلون بظلها، فسارا إلى الشجيرات، ونزلا، وحطا رحالهما، ومن ثم تناولا الطعام، وكان ذو الرمة لا يأكل كثيرًا، فانتهى من تناول طعامه، وصلى ونام، وأراد عصمة أن ينام هو الآخر، ولكنه لم يستطع، وبينما هو يحاول أن ينام نظر إلى ناقة قام إليها رجل وأخذ يطعمها، وبقي مشغولًا بها حتى استيقظ ذو الرمة، وعندما استيقظ ذو الرمة أخذ ينشد قائلًا:
أَمِنْ مَيَّةَ الطُّلَلُ الـدَّارِسُ
أَلَظَّ بِهِ العَاصِفُ الرَّامِسُ
وكان من كان يطعم الناقة نائمًا، واستيقظ على شعر ذو الرمة، فقال: هل ذو الرميمة أيقظني من نومي بشعر غير جيد ولا مثقف؟، فسأله عصمة قائلًا: من أنت؟، فقال أمنا الفرزدق، فأخذ ذو الرمة ينشد قائلًا:
وَأَمَّا مُجاشِـعٌ الأَرْذَلُـونَ
فلَم يَسْقِِ مَنْبِتَهُـمْ رَاجِـسُ
يهجو ذو الرمة الفرزدق وقبيلته مجاشع، ويقول بأنهم هم الأرذلون، ومن سوء منبتهم فلابد أنه لم يقم بسقايته أي أحد.
سَيَعْقِلَهُمُ عَنْ مَسَاعِي الْكِرَام
عِقَالٌ، وَيَحْبِسهُمُ حَـابِـسُ
الخلاصة من قصة القصيدة: خرج عصمة بن بدر الفزاري في يوم، ولقي غيلان بن عقبة، وسار الاثنان سوية، ونزلا يستريحان، فنام ذو الرمة، وعندما استيقظ ذو الرمة أنشد شعرًا فأيقظ الفرزدق، وكان قريبًا منهما، فاستنقص الفرزدق من شعره.