قصة قصيدة وإني ليثنيني عن الجهل والخنا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أبو الأسود الدؤلي:

هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، ولد في العام السادس عشر قبل الهجرة، ويعتبر أحد سادات التابعين، كان عينًا فقيهًا شاعرًا ومحدثًا، وكان سريع البديهة فقد كان جوابه حاضرًا.

يعدّ أبو الأسود الدؤلي عالمًا من علماء النحو، وهو الي شكل أحرف القرآن بعد أن أمره الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بذلك.

قصة قصيدة وإني ليثنيني عن الجهل والخنا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وإني ليثنيني عن الجهل والخنا” فيروى بأنّه في يوم قرر أبو الأسود الدؤلي أن يحج إلى بيت الله الحرام، فذهب إلى زوجته وأخبرها بما يريد صنعه، فوافقته على ذلك، وبالفعل فقد شدّ هو وزوجته الرحيل إلى مكة، وعندما وصلا إلى بيت الله الحرام، وبدآ بالطوف، فابتعد الرجل عن زوجته، وكان كل منهما يطوف لوحده، وبينما كانت الزوجة تطوف رآها عمر بن أبي ربيعة، وقد كانت زوجة أبو الأسود فائقة الجمال، فتعرض لها عمر، وبدأ يكلمها، ولكنها لم تقبل أن تكلمه، وانصرفت من عنده وذهبت إلى زوجها، وأخبرته بما حدث معها، فتوجه أبو الأسود إلى عمر بن ربيعة وعاتبه على ما فعل، ولكن عمر أخبره بأنّه لم يفعل شيئًا.

وعندما عادت زوجته إلى الطواف، جاءها عمر بن أبي ربيعة، وتعرض لها، وأخذ يكلمها، ولكنها انصرفت، وذهبت إلى زوجها وأخبرته بما فعل معها عمر، فذهب إليه وهو في المسجد، وكان جالسًا مع جماعة، وقال له:

وإني ليُثنيني عن الجهل والخنا
وعن شتم أقوامٍ خلائقُ أربعُ

حياءٌ وإسلامٌ وبُقْيا وأنني
كريمٌ ومثلي قد يضر وينفع

فشتان ما بيني وبينك إنني
على كل حال أستقيم وتظلعُ

فقال له عمر بن أبي ربيعة: والله إنّي لن أعود لكلامها يا عم بعد الآن، ولكنه بعد فترة من الزمن، عاد وكلمها، فعادت وأخبرت زوجها بذلك، فتوجه إليه، وقال له:

أنت الفتى وابن الفتى وأخو الفتى
وسيدنا لولا خلائق أربعُ

نُكُولٌ عن الجُلَّى وقرب من الخنا
وبُخلٌ عن الجدوى وأنك تُبَّع

ومن بعد ذلك أرادت زوجة أبو الأسود الدؤلي الخروج، فخرج معها ووضع السيف على ظهره، وعندما رآهما عمر بن أبي ربيعة، لم يتعرض لها، فأنشد أبو الأسود قائلًا:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له
وتتقي صولة المستأسد الحامي


شارك المقالة: