نبذة عن مصعب بن الزبير:
مصعب بن الزبير ابن العوام الأسدي القرشي، ابن الصحابي زبير بن العوام، وأمير العراقيين، ولد في مكة المكرمة.
قصة قصيدة وإنّ الألى بالطف من آل هاشم:
أمّا عن مناسبة قصيدة “وإنّ الألى بالطف من آل هاشم” فيروى بأن الخليفة عبد الملك بن مروان جهز جيوشه وخرج من الشام، وتوجه إلى العراق يريد قتال مصعب بن الزبير، وكان كل من مصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان يخرجان في كل عام لقتال بعضهما البعض، ولكن الشتاء والبرد يمنعهما عن ذلك، ولكنّهما التقيا في هذا العام، حيث بعث عبد الملك بن مروان سرايا قبله، وعندما وصل إلى العراق دخل إلى البصرة، ودعا ناسها في السر، فاستجابوا له، وكان في وقتها مصعب بن الزبير متوجهًا إلى الحجاز، ولكنّه وعندما وصله خبر دخول عبد الملك إلى البصرة عاد أدراجه، ودخل إلى البصرة، واجتمع بأهلها، وأنبهم كبرائهم وشتمهم على بسبب اجتماعهم مع عبد الملك بن مرون، وهدم بيوتهم، ثم توجه إلى الكوفة، وبينما هو في طريقه إلى هنالك، وصله خبر مكان عبد الملك وجنوده فخرج يلاقيهم.
وعندما التقى الجمعان كان عبد الملك بن مروان مدججًا بجيش كبير، حيث كتب إلى المروانية، فاستجابوا له ولكنّهم اشترطوا أن يوليهم أصبهان، وكان على مقدمة جيش عبد الملك أخاه محمد، وعلى ميمنة جيشه عبد الله بن يزيد، وعلى ميسرته خالد بن يزيد، بينما كان جيش مصعب بن الزبير قليلًا ولم يكن باستطاعته مقاومة جيش عبد الملك، ولكنّه لم يتراجع، وأخذ يطمئن نفسه قائلًا: إنّ لي بالحسين بن علي مثلًا عندما لم يقبل بأن يذل نفسه لعبد الله بن زياد، وأخذ ينشد قائلًا:
وإن الألى بالطف من آل هاشم
تأسوا فسنوا للكرام التأسيا
وقد حاول عبد الملك بن مروان أن يجعل أمراء مصعب بن الزير يخونونه، حيث بعث إليهم بكتب يعدهم فيها بأن يجعلهم ولاة وأمراء، فتوجه أحدهم وكان يدعى إبراهيم بن الأشتر وأعطاه الكتاب، وأخبرهم بخبره، وأخبره بأنه بعث بمثله لكل أمراءه، ونصحه بأن يقطع أعناقهم، ولكنه رفض ذلك، وأمر بسجنهم بدلًا من ذلك، ومن ثم تواجه الجيشان وقتل إبراهيم بن الأشتر، وقتل معه جماعة من الأمراء، ومن ثم قتل مصعب بن الزبير، وانتصر عبد الملك بن مروان.