يكون لمن يملك خصائل حسنة ما لا يكون لغيره من مدح بين الناس، وقصائد يخلدها التاريخ، ومن ذلك خبر شجاعة أبي دلف وكرمه، وما وصفه به الشعراء بسبب هذه الشجاعة والكرم.
من هو بكر بن النطاح؟
هو أبو وائل بكر بن النطاح الحنفي، شاعر من شعراء العصر العباسي، من أهل اليمامة، وانتقل إلى مدينة بغداد في أيامه، وهنالك اتصل بعيسى بن إدريس العجلي، وجعل له راتبًا عاش به إلى أن توفي.
قصة قصيدة وإِذا بدا لك قاسم يوم الوغى
أما عن مناسبة قصيدة “وإِذا بدا لك قاسم يوم الوغى” فيروى بأن أبا دلف القاسم بن عيسى بن إدريس العجلي كان قد جمع بين الشجاعة والكرم، وكان الخليفة المعتصم بالله بن هارون الرشيد قد ولاه دمشق، وأما ما يروى عن خبر شجاعته، فيروى بأنه في يوم من الأيام لحق بجماعة من الأكراد، وعندما أدركهم أخذ يقاتلهم، وبينما هو يقاتلهم، قام بطعن رجل منهم، فنفذت طعنته ووصلت إلى رجل خلفه، فقتل كلاهما بهذه الطعنة، وفي خبر ذلك أنشد الشاعر بكر بن النطاح قصيدة قال فيها:
وَإِذا بَدا لَكَ قاسمٌ يَوم الوَغى
يَختالُ خِلتَ أَمامَهُ قِنديلا
وَإِذا تَلَذَّذَ بِالعَمودِ وَلينِهِ
خِلت العَمودَ بِكَفِّهِ مِنديلا
وَإِذا تَناوَلَ صَخرَةً لِيرضها
عادَت كَثيباً في يَدَيهِ مَهيلا
قالوا وَينظمُ فارِسَينِ بِطَعنَةٍ
يَومَ اللقاءِ وَلا يَراهُ جَليلا
يمدح الشاعر عيسى بن إدريس، ويقول بأنه قادر على قتل فارسين بضربة واحدة، ويكون ذلك منه في يوم القتال، وبأنه على الرغم من قتلهما بضربة واحدة، إلا أنه لا يرى ما فعل أمرًا جللًا.
لا تَعجَبوا لَو كانَ مَدُّ قَناتِهِ
ميلاً إِذا نَظم الفَوارِس ميلا
وفي شجاعته أنشد ابن عنين قصيدة قال فيها:
تمشي المنايا إلى غيري فأكرهها
فكيف أمشي إليها بارز الكتفِ
ظننت أن نزال القرن من خلقي
وأن قلبي من جنبيّ أبي دلف
الخلاصة من قصة القصيدة: اشتهر عيسى بن إدريس بالكرم والشجاعة، ومن خبر شجاعته لحاقه بالأكراد في يوم، وقتله اثنان منهما في طعنة واحدة، وقد أنشد الكثير من الشعراء قصائد يمدحون فيها كرمه وشجاعته.