قصة قصيدة وتنسونني يوم الشريعة والقنا

اقرأ في هذا المقال


من العرب رجال شجعان لهم العديد من المواقف التي تنم عن شجاعتهم مع أقوامهم، ومن هؤلاء الشجعان شاعرنا عبد الله بن خليفة الطائي.

من هو عبد الله بن خليفة الطائي؟

هو عبد الله بن خليفة الطائي، فارس من فرسان طيء، وشهد مع قومه العديد من الوقائع.

قصة قصيدة وتنسونني يوم الشريعة والقنا

أما عن مناسبة قصيدة “وتنسونني يوم الشريعة والقنا” فيروى بأن عبد الله بن خليفة الطائي كان قد صحب حجر بن عدي الكندي في موقفه الذي وقفه في الدفاع عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكان ابن زياد قد طلب عبد الله، فهرب واختبأ، فبعث إليه جماعة من أهل منطقة يقال لها الحمراء، فلحقوا به، وأمسكوا به، وأخذوه، فخرجت أخت عدي، وتدعى النوار، وقالت لقومها: يا معشر طيء، أتسمحون لهم أن يأخذوا عبد الله من بين أيديكم، فدبت الحمية في قلوبهم، ولحقوا بهم حتى أدركوهم، وأخذوا منهم عبد الله وأعادوه معهم.

فعاد أهل الحمراء إلى ابن زياد وأخبروه بما حصل معهم، فتوجه ابن زياد إلى عدي بن حاتم، ودخل إليه بينما كان في المسجد، وأمره أن يحضر له عبد الله، فقال له عدي: لا والله لا آتيك به أبدًا، فأمر به إلى السجن، فلم يبق في الكوفة من رجل إلا وأتاه وكلمه في أمره، وقالوا له: أتفعل ذلك بصاحب رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال لهم: أخرجه من السجن بشرط، فقالوا له: وما هو؟، فقال: يخرج عبد الله من الكوفة، ولا يدخلها ما دمت فيها، فوافق عدي، وبعث إلى عبد الله أن يخرج من الكوفة إلى منطقة يقال لها الجبلين، فخرج، وأقام هنالك، وكان يكتب إلى عدي بينما هو هنالك، وعدي يعطيه أملًا بالعودة، فكتب إليه:

وتنسونني يوم الشريعة والقنا
بصفين في أكتفهم قد تكسرا

يعاتب الشاعر قومه ومنهم عدي بن حاتم الطائي لأنهم قد نسو ما فعله حينما قاتل معهم في الكثير من الوقائع.

جزى ربه عنى عدي بن حاتمٍ
برفضي وخذلاني جزاءً موفرا

أتنسى بلائي سادرًا يابن حاتمٍ
عشية ما أغنت عديك حزمرا

فدافعت عنك القوم حتى تخاذلوا
وكنت أنا الخصم الألد العذورا

فولوا وما قاموا مقامي كأنما
رأوني ليثًا بالأباءة مخدرا

نصرتك إذ خام القريب وأبعط البعيد
وقد أفردت نصرًا مؤزرا

فكان جزائي أن أجرد بينكم
سجينًا، وأن أولى الهوان وأوسرا

وكم عدةٍ لي منك أنك راجعي
فلم تغن بالميعاد عني حبترا

الخلاصة من قصة القصيدة: طلب ابن زياد عبد الله بن خليفة الطائي، فمنعه عنه عدي الطائي، فوضعه ابن زياد في السجن، وكان شرطه لكي يخرجه من السجن أن يخرج عبد الله من الكوفة، فأخرجه منها، وعندما طال بقاءه خارجها، بعث إلى عدي بأبيات من الشعر.


شارك المقالة: