كان الرعية في العصور السابقة يخافون من الخلفاء، ومن القصص على ذلك خوف حماد الراوية من الخليفة هشام بن عبد الملك، وما حصل له معه.
من هو عدي بن زيد؟
وهو عدي بن زيد التميمي، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، نصراني من أهل الحيرة، ولد في العراق.
قصة قصيدة ودعوا بالصبوح يوما فجاءت
أما عن مناسبة قصيدة “ودعوا بالصبوح يوما فجاءت” فيروى بأن حماد الراوية كان من المقربين إلى الخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان، ولكن أخو الخليفة هشام كان يبغضه، وعندما توفي يزيد، وأصبح هشام خليفة، خاف حماد أن يصيبه شر منه، فمكث في بيته عامًا كاملًا، لا يخرج منها، ولا يجيب أحدًا على بابه، إلا من كان يثق فيه، وبعد مرور العام، وعندما تأكد من أن لا أحد طلبه، أمن وخرج من بيته، وتوجه إلى المسجد لكي يصلي صلاة الجمعة في مسجد الرصافة.
وعندما انتهى من الصلاة، وخرج من المسجد، لاقاه شرطيان، وقالا له بأن الأمير يوسف بن عمر الثقفي يريده، وكان يوسف بن عمر واليًا على العراق وقتها، فقال حماد في نفسه: هذا ما كنت أخاف منه، ثم طلب منهما أن يأتي أهله، ويودعهم، ويوصيهم، ولكن الشرطيان رفضا، وقالا له: لا يوجد إلى ذلك سبيل.
وسار الشرطيان ومعهما حماد إلى مجلس يوسف الثقفي، وأدخلاه إليه، فأخرج الأمير كتابًا من هشام بن عبد الملك، وقرأه على مسامع حماد، وفي هذا الكتاب يأمر الخليفة الأمير بأن يبعث في طلب حماد، من دون ترويع، وأن يعطيه خمسمائة دينار، وناقة، ويسيره إليه في دمشق، فأخذ حماد النقود، وركب على الناقة، حتى وصل إلى دمشق، ووقف على باب الخليفة، واستأذن للدخول، وعندما دخل إلى مجلس الخليفة، سلم عليه، ونزل على قدميه يريد تقبيلهما اعتذارًا منه، ولكن الخليفة أبعده، وقال له: هل تعرف فيما بعثت إليك؟، فقال له: لا والله يا مولاي، فقال له: بيت من الشعر حضرني، ولا أعرف من قائله، فقال له حماد: وما هو يا مولاي؟، فأنشد الخليفة قائلًا:
ودعوا بالصبوح يوما فجاءت
قينةٌ قي يمينها إبريق
يتغزل الشاعر في محبوبته، ويقول بأنهم حينما دعوها في الصباح، أتت وهي تحمل إبريقًا.
فقال له حماد: هو لعدي بن زيد، فقال له الخليفة أنشدني القصيدة التي أنشده فيها، فأنشده إياها، فأجزل عليه، وسمح له بالعودة إلى بغداد.
الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن أصبح هشام بن عبد الملك خليفة، خاف حماد الراوية، واختبأ في بيته سنة كاملة، وبعد العام خرج، فلقيه شرطيان، وأخذاه إلى أمير العراق، فبعث به إلى الخليفة.