كان ممن خرج عن خلافة المأمون عمه إبراهيم بن المهدي، واليوم نروي لكم قصة خروجه عن خلافة المأمون، وما الذي حصل معه بعد ذلك.
من هو إبراهيم بن المهدي؟
هو إبراهيم بن المهدي، أخو هارون الرشيد، ولد في بغداد وتوفي فيها.
قصة قصيدة وعسى الذي أهدى ليوسف أهله
أما عن مناسبة قصيدة “وعسى الذي أهدى ليوسف أهله” فيروى بأنه عندما أصبح المأمون خليفة لم يوافق إبراهيم بن المهدي على ذلك، وخرج من بغداد، وهرب إلى منطقة الري، وبينما هو هنالك نصب نفسه خليفة، وبقي فيها ما يقرب السنتين، وكل هذه السنتين كان المأمون ينتظر منه الطاعة والعودة إلى طريق الجماعة، حتى أتى يوم ويئس الخليفة المأمون من عودته.
فأمر الخليفة بتجهيز جيش، وخرج إلى مكان إبراهيم بن المهدي، وحاصرها، حتى تمكن من دخولها، وعندها شعر إبراهيم بأن الخليفة قريب من الإمساك به، فخاف وهرب منها، وهو لا يعرف إلى أين يذهب، فوضع الخليفة جائزة مقدارها مائة ألف درهم لمن يأتيه به، وبينما كان إبراهيم يمشي في الطريق رأى طريقًا ضيقًا فدخله، ووجده غير نافذ، فقال في نفسه: إن عدت سيرتاب الناس من أمري، واحتار في أمر نفسه.
وبينما هو في حيرته رأى عبدًا أسودًا، واقفًا على باب بيته، فتوجه صوبه، وقال له: هل عندك مكان أقيم فيه اليوم؟، فقال له: نعم، وفتح له الباب، وأدخله إلى بيته، ومن ثم أغلق عليه الباب وانصرف، فشك إبراهيم بأن هذا الرجل قد سمع بجائزة الخليفة، وذهب يحضر الجند إليه، فبقي في البيت وهو خائف، وبينما هو على هذه الحال، دخل العبد ومعه كل ما يحتاج إليه من خبز ولحم وفاكهة، وأنزلها، ثم أتاه وقال له: إني رجل فقير، وأعلم بأنك ربما أردت أن تتجنب قذارتي، فأتيتك بأشياء من خارج بيتي، وكان إبراهيم يشعر بجوع شديد، فأكل كما لم يأكل من قبل في حياته، ومن بعدها أتاه الرجل بالشراب، فشرب، والرجل جالس بجانبه.
وبينما هما جالسان قال الرجل: لا أجرؤ على أن أطلب منك الغناء يا مولاي، ولكن صوتي جميل فهل تسمح لي بالغناء، فقال له إبراهيم: وكيف عرفت بأني أغني، فقال له الرجل: وهل يخفى من هو مثلك يا مولاي، أنت إبراهيم بن المهدي، وعندما سمع ذلك عظم الرجل في عينه، وتيقن من مروءته، ومن ثم أمسك بالعود، وأخذ ينشد قائلًا:
فطرب الرجل، وقال له: هل تسمح لي بالغناء، فسمح له، فأخذ الرجل ينشد قائلًا:
فطرب المهدي ونام، ولم يستيقظ إلا بعد العشاء، وأراد أن يقدم له كيسًا فيه دنانير، ولكن الرجل رفض أن يأخذها.
الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن اعلن إبراهيم بن المهدي العصيان على المأمون، خرج إلى الري، وبعد أن حاصره الخليفة هرب، ولقي رجلًا أكرمه، ووقاه من خطر الإمساك به.
