قصة قصيدة وقائل لست بالمحب ولو

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وقائل لست بالمحب ولو

أمّا عن مناسبة قصيدة “وقائل لست بالمحب ولو” فيروى بأن الخليفة المأمون دخل في يوم من الأيام على إبراهيم بن المهدي، وجلس معه، وأخذ يتحدث إليه، وبينما هما يتحدثان قال الخليفة لإبراهيم: بالله يا عم، هل وقعت في العشق من قبل قط؟، فقال له إبراهيم: نعم والله يا أمير المؤمنين، وأنا في هذه اللحظة عاشق، فقال له الخليفة: وكيف تكون عاشقاً وأنت على هذه الجثة والجسم الكبير، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

لأنّه أصفرٌ منخول
وجه الذي يعشق معروف

حتى وصل إلى قوله:

ليس كمن تلقاه ذا
جثّةٍ كأنّه للذّبح معلوف

وعندما سمع إبراهيم بن المهدي ما قال فيه ابن أخيه المأمون أخذ ينشد قائلًا:

وقائلٍ لست بالمحبّ ولو
كنت محبّاً لذبت مذ زمن

أحبّ قلبي، وما درى بدني
ولو درى، ما أقام في السّمن

ومن ثم قال إبراهيم: لقد وقع قلبي في حب فتاة، ولم يدر جسدي من كثرة المستحيل أن يتعلق قلبي لسبب في فتاة، فيسلم جسدي منه على حال، ولكنه وبسبب استحيائه من ادعائه قد قام بالاعتذار، فقبح في اعتذاره، ومن ثم قال: وقد سمع امرأة تنشد في يوم:

ما بال جسمك لا يرى
سقيماّ وأجسام المحبّين تسقم؟

فقلت لها:

قلبي بحبّك لم يبح لجسمي
فجسمي بالهوى ليس يعلم

نبذة عن إبراهيم بن المهدي

هو أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو أخو الخليفة العباسي هارون الرشيد، ولد في مدينة بغداد في العراق في عام مائة وثلاث وستين للهجرة، ويعتبر من أشهر أبناء والخلفاء في الغناء، وأتقنهم له، وواحد من أعلم أهل زمانه في النغم والإيقاع.

كان إبراهيم بن المهدي أسود اللون، وذلك لأن أمه كانت جارية سوداء، واسمها شكلة، وهي من ديلمة، توفي والده الخليفة المهدي، وهو في السادسة من عمره، فتعهدت به أمه وثقفته ثقافة موسيقية لأنها هي كانت موسيقية. وكانت له أخت من غير أمه اسمها علية وكانت هي أيضا موسيقية.


شارك المقالة: