قصة قصيدة وقد زعمت يمن بأني أردتها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وقد زعمت يمن بأني أردتها

أمّا عن مناسبة قصيدة “وقد زعمت يمن بأني أردتها” فيروى بأن العباس بن الأحنف كان يحب فتاة، وكان قد سمى هذه الفتاة في قصائده فوز لأنه لم يكن يريد أحدًا أن يعرف من هي، وكان بين الاثنان لقاءات وجلسات، وكان الاثنان مغرمان ببعضهما البعض، وكانا قد اعتادا على أن يبعثا لبعضهما البعض الكتب والمراسيل.

وكانت فوز إن أرادت أن تبعث للعباس بن الأحنف بكتاب، تبعثه مع جارية عندها، وكان اسم هذه الجارية يمن، وكانت يمن تأخذ كتب فوز، وتأخذها إلى العباس بن الأحنف، فيقرأ ما فيها، ويبعث لفوز برد على كتبها مع هذه الجارية.

وفي يوم من الأيام بعثت فوز بكتاب إلى العباس بن الأحنف مع الجارية يمن، وكانت هذه الجارية تحتاج لشيء، فدخلت إلى مجلس العباس، وأعطته كتاب فوز، وبينما هو يقرأ فيه، طلبت منه ما تريد، ولكنه منعها إياه، وردها خائبة، فخرجت من عنده وهي تكرهه على ا فعل، وضمرت له الشر، وعندما عادت إلى فوز، أخبرتها بأنه قد راودها عن نفسها، وأرادها لنفسه، ودعاها للجلوس معه، ولكنها رفضت وخرجت من عنده مسرعة، وعادت إليها على الفور، وعندما سمعت فوز ما قالت يمن، غضبت غضبًا شديدًا.

وبلغ العباس بن الأحنف ما حصل، فكتب إليها بقصيدة، قال لها فيها:

وَقَد زَعَمَت يُمنٌ بِأَنّي أَرَدتُها
عَلى نَفسِها تَبّاً لِذَلِكَ مِن فِعلِ

سَلوا عَن قَميصي مِثلَ شاهِدِ يوسُفٍ
فَإِنَّ قَميصي لَم يَكُن قُدَّ مِن قُبلِ

وَمُجتَهِداتٍ في الفَسادِ حَواسِدٍ
لَها وَهيَ مِمّا قَد أَرَدنَ عَلى جَهلِ

تَآزَرنَ فيما بَينَهُنَّ فَجِئنَها
عَلى وَجهِ إِلقاءِ النَصيحَةِ لِلمَحلِ

يُعَرِّضنَ طَوراً بِالتَغاضي وَتارَةً
يُعاتِبنَها بِالجَدِّ مِنهُنَّ وَالهَزلِ

وَما زِلنَ حَتّى نِلنَ ما شِئنَ بِالرُقى
وَحَتّى أَصاخَت لِلخَديعَةِ وَالخَتلِ

وَحَتّى بَدَت مِنها المَلالَةُ وَالقِلى
وَعَهدي بِفَوزٍ لا تَمَلُّ وَلا تَقلي

فَلَمّا اِنقَضى الوَصلُ الَّذي كانَ بَينَنا
شَمِتنَ جَميعاً وَاِستَرَحنَ مِنَ العَذلِ

وَقَد قالَ لي أَهلي كَما قالَ أَهلُها
لَها غَيرَ أَنّي لَم أُطِع في الهَوى أَهلي

وَإِنّي لَكَالذِئبِ الَّذي جاءَ واعِظٌ
إِلَيهِ لِيَنهاهُ عَنِ الغَنَمِ الخُطَلِ

نبذة عن العباس بن الأحنف

هو أبو الفضل العباس بن الأحنف الحنفي اليمامي النجدي، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية، وتوفي في بغداد في العراق، اشتهر بشعر الغزل والنسب والوصف.


شارك المقالة: