قصة قصيدة وقفنا على قبر بدسم فهاجنا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وقفنا على قبر بدسم فهاجنا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وقفنا على قبر بدسم فهاجنا” فيروى بأنّ إسحق بن يعقوب -وهو مولى لآل عثمان- كان في يوم بفناء بيت عمرو بن عثمان، وبينما هو هنالك أتاه رجلان على أحصنتهما، فوقفا عنده، وسألاه عن نسبه، فانتسب إليهما بانه عثمانيًا، فنزلا عن أحصنتهما وقال له أحدهما: نحن رجلان قريبان لك، وأحضرتنا لك حاجة، ونرجو منك أن تقضيها لنا، فقال لهما: وما هي حاجتكما؟، فقال له: نريدك أن تبعث معنا رجل يوصلنا إلى قبر عبيد بن سريج، فقام إسحق معهما، وتوجه معهما نحو حي بني خزاعة في مكة، وهم موالي عبيد بن سريج، وطلب من كبير الحي أن يبعث مع الرجلين أحد يدلهما على قبر سريج، فبعثوا معهما رجلًا يقال له ابن أبي دباكل، فأخذهما حتى وصلا إلى القبر، فنزل أحدهما عن حصانه، وهو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وعقر ناقة كانت معه، وأخذ ينشد قائلًا:

وقفنا على قبرٍ بدسم فهاجَنا
وذكَّرنا بالعيش إذ هو مُصْحَبُ

فجالت بأرجاء الجفون سوافحٌ
من الدمع تَستبكي ال تتعقبُ

إذا أبطأت على ساحة الخد ساقها
دَمٌ بعد دَمعٍ إثرَه يتصبَّبُ

فإن تنفدا نندُب عُبيدًا بعَولةٍ
وقلَّ لها مِنَّا البُكا والتحوُّبُ

وعندما انتهى نزل الآخر، وهو عبيد الله بن المنتشر، وعقر ناقة هو الآخر، وأنشد قائلًا:

فارَقوني وقد عَلِمتُ يقينًا
ما لمن ذاق ميتةً من إيابِ

إن أهل الحِصابِ قد تركوني
مودَعًا مولَعًا بأهل الحِصابِ

أهل بيتٍ تتابَعوا للمنايا
ما على الدهرِ بعدهم من عِتابِ

سكَنوا الجِزعَ جزعَ بيت أبي موسى
إلى الشِّعبِ من صفي الشباب

كم بذاك الحجون من حي صِدقٍ
من كُهولٍ أعِفَّةٍ وشَبابِ

وعندما انتهيا أخرجا من راحلتهما إداوة، وأعطوها لابن أبي دباكل، وأعطوه عشرون دينارًا، وغادرا، فنزل ابن أبي دباكل إلى السوق، وباع الإداوة بثلاثين دينار.

نبذة عن عبد الله بن سعيد:

هو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، كان يكنى بأبي صفوان، نشأ في مكة المكرمة، ثم انتقل إلى الشام، توفي في عام مئتان للهجرة.


شارك المقالة: