قصة قصيدة وكأس شربت على لذة

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الأعشى وأبا نواس من أكبر الشعراء الذين تناولوا موضوع شرب الخمر في قصائدهم، واليوم نقص عليكم قصة حامد بن العباس عندما سأل القاضي أبا علي عن كيفية الإقلاع عن شرب الخمر، فجاوبه بما قال كل من الأعشى وأبي نواس في ذلك.

من هو الأعشى؟

هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، من أهل نجد في شبه الجزيرة العربية، وواحد من أصحاب المعلقات.9

قصة قصيدة وكأس شربت على لذة

أما عن مناسبة قصيدة “وكأس شربت على لذة” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان حامد بن العباس مع علي بن عيسى والقاضي أبا علي، وكان حامد بن العباس قد تعلق بشرب الخمر، وبينما هما جالسان سوية سأل حامد بن العباس علي بن عيسى قائلًا: ما هو دواء الخمر يا ابن عيسى؟، ولكن علي بن عيسى رفض أن يجيبه على سؤاله، وقال له: ما لي وهذه المسألة؟، فخجل حامد بن العباس من إجابة علي بن عيسى له، ومن ثم التفت إلى قاضي القضاة أي عمر، وسأله نفس السؤال، فأخذ أبو علي يتنحنح، لكي يصلح صوته، ومن ثم قال: عليك أن تستعين على كل صنعة بالصالحين من أهلها، ومن أشهر الرجال في هذه الصنعة في العصر الجاهلي هو الأعشى الذي قال:

وَكَأسٍ شَرِبتُ عَلى لَذَّةٍ
وَأُخرى تَداوَيتُ مِنها بِها

يصف الشاعر شربه للخمر، فكأس شربها واستلذ بها، وكأس تداوى بها من شرب الكأس الأولى.

لِكَي يَعلَمَ الناسُ أَنّي اِمرُؤٌ
أَتَيتُ المَعيشَةَ مِن بابِها

كُمَيتٍ يُرى دونَ قَعرِ الإِنى
كَمِثلِ قَذى العَينِ يُقذى بِها

وَشاهِدُنا الوَردُ وَالياسَمينُ
وَالمُسمِعاتُ بِقُصّابِها

وَمِزهَرُنا مُعمَلٌ دائِمٌ
فَأَيُّ الثَلاثَةِ أُزرى بِها

تَرى الصَنجَ يَبكي لَهُ شَجوَهُ
مَخافَةَ أَن سَوءَ يَدعى بِها

مَضى لي ثَمانونَ مِن مَولِدي
كَذَلِكَ تَفصيلُ حُسّابِها

فَأَصبَحتُ وَدَّعتُ لَهوَ الشَبابِ
وَالخَندَريسَ لِأَصحابِها

أُحِبُّ أَثافِتَ وَقتَ القِطافِ
وَوَقتَ عُصارَةِ أَعنابِها

وَكَعبَةُ نَجرانَ حَتمٌ عَلَيكِ
حَتّى تُناخي بِأَبوابِها

نَزورُ يَزيدَ وَعَبدَ المَسيحِ
وَقَيساً هُمُ خَيرُ أَربابِها

ومن بعده أتى أبو نواس في الإسلام، فقال:

دع عنك لومي فأن اللومَ إغراءُ
وداوني بالتي كانت هي الداءُ

فأطرق حامد عن الكلام قليلًا، ومن ثم نظر إلى علي بن عيسى، وقال له: ألم يكن أولى لك يا ابن عيسى أن تجيبني بشيء مما أجابني به أبو علي؟، فقد أدى المعنى، فخجل ابن عيسى خجلًا أشد من الخجل الذي خجله حامد عندما سأله في البداية.

الخلاصة من قصة القصيدة: سأل حامد بن العباس علي بن عيسى عن علاج شرب الخمر، ولكنه رفض أن يجيبه، فسأل القاضي أبا علي، فأجابه بما قال أهل الصنعة وهما الأعشى وأبي نواس، وعندها التفت حامد إلى علي ولامه على عدم إجابته إياه.

المصدر: كتاب "درة الغواص في أوهام الخواص" تأليف القاسم بن علي الحريريكتاب "ثمرات الأوراق" تأليف أبو بكر بن علي ابن حجة الحمويكتاب "ديوان الصبابة" تأليف شهاب الدين أحمد بن أبي حجلة المغربيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: