قصة قصيدة وكانت أمور الناس منبتة القوى
أمّا عن مناسبة قصيدة “وكانت أمور الناس منبتة القوى” فيروى بأن إبراهيم بن الهرمة، كان يسكن في المدينة المنورة، وفي يوم من الأيام خرج من بيته وتوجه إلى السوق، وبينما هو في السوق التقى بشخص يقال له عمر بن أيوب الليثي، وكان الاثنان أصدقاء، فجلس الاثنان، وأخذا يتحدثا، وبقيا جالسين حتى المساء، فقام إبراهيم بن الهرمة وأراد أن ينصرف عائدًا إلى بيته، ولكن وقبل أن يغادر قام عمر الليثي، بدعوته إلى بيته للسمر، ولكن إبراهيم أخبره بأنه لا يستطيع في تلك الليلة، ووعده أن يزوره في الليلة التالية.
وفي اليوم الثاني، وعندما أظلمت، خرج إبراهيم بن الهرمة من بيته، وتوجه إلى بيت عمر بن أيوب الليثي، وعندما وصل، طرق الباب، فخرج إليه الليثي، وأدخله إلى مجلسه، وكان في المجلس عدد من أصدقائهم، فجلس ابن الهرمة، وأمر الليثي بتحضير العشاء، وعندما أتى الطعام، أكل الجماعة حتى شبعوا، ومن بعدها أمر الليثي بإحضار الشراب، فأخذ القوم يشربون ويتحدثون، وشرب ابن الهرمة حتى ذهب عقله، فنام، وعندما أتى الصباح أفاق ابن الهرمة، وقام لكي يتوضأ، وبينما هو يتوضأ التفت إلى الليثي، وقال له: ما الذي حصل ليلة البارحة، فقال له الليثي: إن أهل المدينة يزعمون أن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان قد قتل، فرفع ابن الهرمة رأسه وهو مصدوم، والتفت إلى الليثي، وأخذ ينشد قائلًا:
وَكانَت أُمورُ الناسِ مُنبِتَةَ القوى
فَشَدَّ الوَليدُ حينَ قامَ نِظامها
خَليفَةُ حَقٍّ لا خَليفَةُ باطِلٍ
رَمى عَن قَناةِ الدينِ حَتّى أَقامَها
ثم قال له: إياك أن تخبر أحدًا من هذا الخبر شيئًا، فإني لا أعرف أصحيح هو أم كذب.
نبذة عن إبراهيم بن هرمة
هو أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الكناني القرشي، شاعر مخضرم، أدرك كلًا من العصر الأموي والعصر العباسي، ولد في عام ثمانين للهجرة في المدينة المنورة، أكثر شعره في الغزل، كما أنه كان كثيرًا ما يمدح الخليفة الأموي الوليد بن يزيد، توفي في عام مائة وستة وسبعين للهجرة.