دارت العديد من الحروب بين المسلمين والنصارى في الأندلس، ومن هذه الحروب التي حصلت بين صاحب المعرب وصاحب طليطلة شمال قرطبة، والتي صبر فيها الأبطال، وصبر الرجال.
من هو الشاعر أبو الطيب المتنبي؟
هو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، وهو أعظم الشعراء العرب على مر التاريخ، وهو من شعراء العصر العباسي، اتصل بسيف الدولة الحمداني ومدحه في العديد من القصائد.
قصة قصيدة ولا كتب إلا المشرفية عنده
أما عن مناسبة قصيدة “ولا كتب إلا المشرفية عنده” فيروى بأن أمير مدينة طليطلة وهو رجل يقال له ألفنش بعث بكتاب إلى صاحب المغرب أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور بالله، وفي هذا الكتاب كان قد توعده وهدده، وطلب منه أن يسلمه عددًا من حصون المغرب، وفيه كتب: بسم الله فاطر السماوات والأرض، وصل الله على السيد المسيح، أما بعد، فإن الكل يعلم بأنك أمير الدين الإسلامية، وأنني أمير الدين النصراني، وإنه قد وصلني تخاذل وتكاسل أمراء الأندلس، وإهمالهم لأمر رعيتهم، وأنا أسوسهم بحكم القهر وإخلاء الديار، وأمثل بهم، وأذيقهم أقسى أشكال العذاب، ولا يوجد لك عذر في التخلف عن نصرتهم، أذا كنت قادرًا على ذلك، وساعدك جنودك وأصحاب الرأي والخبرة.
ومن ثم أكمل قائلًا: وأنتم تقولون بأن الله قد فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، والآن وقد خفف عنكم وعلم أنكم ضعيفون، ونحن الآن نقاتل عشرة من رجالكم برجل منا، فلا تستطيعون الدفاع عن أنفسكم، ولا تملكون ما يمنعنا عنكم، وقد وصلني عنك بأن الاحتفالات قد أخذتك، وبأنك تماطل في القتال سنة بعد سنة، فلا أعرف إن كان ذلك لجبن فيك، أم لتكذيب منك لما وعدك به ربك، فإن لم تفي بالوعود والمواثيق فإني سوف آتيك بجيش وأقاتلك بأحب الأماكن إليك، فإن انتصرت علينا كانت غنيمة كبيرة لك قد أتت إليك، وإن انتصرت عليك فسوف تصبح يدي العليا عليك.
وعندما وصل كتابه إلى صاحب المغرب يعقوب غضب غضبًا شديدًا، ومزقه، وأمسك بقطعة منه، وكتب عليها: سوف آتيك بجنود لم تر لهم مثيلًا، وسوف أخرجك منها ذليلًا وأنت من الصاغرين، إن الجواب ما ترى وليس ما تقرأ، ومن ثم كتب بيتًا من الشعر للمتنبي:
وَلا كُتبَ إِلّا المَشرَفِيَّةُ عِندَهُ
وَلا رُسُلٌ إِلّا الخَميسُ العَرَمرَمُ
يقول المتنبي في هذا البيت بأن إن أرسل أحد برسول غير الجيش، فإن كتابه بلا فائدة، فلا يوجد كتاب إلا السيوف التي تحملها الجيوش التي تبعث لكي تخرج الأعداء من ديارهم.
ثم أمر بالاستنفار، واستدعى جيوشه، وعبر البحر إلى الأندلس، ودخل طليطلة، وحاربه، وانتصر عليه، وعاد بغنائمهم.
الخلاصة من قصة القصيدة: بعث صاحب طليطلة إلى صاحب المغرب بكتاب يهدده فيه ويتوعده، وعندما وصل كتابه إلى صاحب المغرب غضب غضبًا شديدًا، وخرج إليه في جيش، وقاتله، وانتصر عليه.