قصة قصيدة ولقد سريت على الظلام بمغشم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ولقد سريت على الظلام بمغشم

أمّا عن مناسبة قصيدة “ولقد سريت على الظلام بمغشم” فيروى بأن أبو كبير الهذلي تزوج أم تأبط شرًا، وكان وقتها تأبط شرًا فتىً صغيرًا، ولكن تأبط شرًا لم يبد تجاه أبو كبير أي عاطفة، بل أراه كرهًا وحقدًا، وفي يوم وعندما كبر تأبط شرًا قال أبو كبير لزوجته: ويحك يا امرأة، والله إني لا آمن لأمر ابنك، فقالت له: إذن عليك أن تحتال عليه لكي تقتله، فوافق، وقال له في يوم: أريدك أن تذهب للغزو، فقال له تأبط شرًا: حسنًا، فخرجا سوية، ولا يوجد معهما طعام، فسارا يومان، وعندها ظن أبو كبير بأنّه قد جاع، فقصد قومًا كان بينه وبينهم عداوة، وعندما اقتربوا منهم، رأوا نارًا، فقال أبو كبير له: والله إنا قد جعنا، فاذهب إلى من عند تلك النار، لعلك تحضر لنا بعضًا من الطعام، فذهب إليهم، ووجد رجلين.

وعندما رآه الرجلان، قاما له، يريدان قتاله، ولكن تأبط شرًا قتلهما، ثم اتجه صوب نارهما، وأخذ طعامهما، وعاد إلى أبي كبير، وقال له: كل لا أشبعك الله، ولم يأكل هو، فقال له أبو كبير: أخبرني بما حصل، فأخبره، فازداد خوف أبو كبير منه، ولكنهما استمرا في مسيرهما، حتى أصابا إبلًا، وفي الليل، قال أبو كبير له: اختر في أي وقت تريد أن تحرس، وفي أي وقت تريد أن تنام، فقال له تأبط شرًا، اختر أنت، فقال له أبو كبير: أنام وتحرسني، ثم تنام وأحرسك، فوافق، ونام أبو كبير، وعندما استيقظ، نام تأبط شرًا، فقال أبو كبير في نفسه: الآن هو نائم، وهي فرصتي لكي أقتله، فقام وامسك بحصى صغيرة، وضربها بالقرب منه لكي يتأكد بأنّه نائم، ولكن تأبط شرًا أفاق، وقال له: ما هذا الذي أسمع؟، فقال له: والله لا أعرف، ولكن من الممكن ان بعض الإبل قد تحركت، فقام تأبط شرًا، وذهب إلى الإبل، وتأكد من سلامتها، ومن ثم عاد إلى نومه.

وعندما عاد إلى نومه، أمسك أبو كبير بحصى أصغر ورماها تجاهه، فأفاق وذهب إلى الإبل لكي يتأكد من سلامتها، وعاد، وقال لأبي كبير: والله إن أفقت مرة أخرى لأقتلنك، ونام، فبقي أبو كبير طوال الليل يحرسه، ويتأكد من أن الإبل لا تتحرك خوفًا من أن يفيق ويقتله، وفي الصباح عادوا إلى قومهم، وطلق أبو كبير زوجته، وأنشد في تأبط شرًا شعرًا يمدحه به، قائلًا:

وَلَقد سريتُ على الظَّلامِ بِمغْشمٍ
جلْدٍ من الفِتْيانِ غيرِ مهبلِ

مِمن حملْن به وهن عوَاقِد
حبك النِّطَاقِ، فعاش غير مَثقَّلِ

حملتْ به في َليلةٍ مزؤودةً
كرهاً، وعقْد نِطاقِها لم يحللِ

فأَتَتْ به حوش الجنانِ مبطَّناً
سهداً إِذا ما نام ليلُ الهوجلِ

ومبَرَّأً من كُلِّ غُبَّرِ حيضةٍ
ورضاعِ مغْيِلةٍ وداءٍ معضِلِ

فإِذا نظرت إِلى أَسِرةِ وجهِهِ
برقتْ كبرقِ العارضِ المَتهلِّلِ

وإِذا قَذفْت له الحصاَة رأيته
ينْزو لوقْعتِها طُمور الأَخْيلِ

وإِذا رميت به الفِجاج رأَيته
يهوى مخارِمها هُوِي الأَجدلِ

نبذة عن أبو كبير الهذلي

هو عامر بن الحليس أحد بني جريب بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، اقتصر شعره على وصف الفروسية والقتال والأشخاص الذين صحبوه.


شارك المقالة: