قصة قصيدة ولما شكوت الحب قالت كذبتني

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أبو الحسن سري بن مغلس:

هو أبو الحسن سري بن مغلس السقطي، ولد في عام مائة وستون للهجرة في بغداد، وهو شيخ وإمام، اشتهر بالزهد والورع، تتلمذ على يد الشيخ معروف الكرخي، وأخذ عنه العديد من الصفات الحسنة، ومن أهمها زهده في حياته.

من أقواله: من خاف الله خافه كل شيء، وقال أيضًا: الأدب ترجمان العقل، توفي في عام مئتان وثلاثة وخمسون للهجرة في بغداد.

قصة قصيدة ولما شكوت الحب قالت كذبتني:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ولما شكوت الحب قالت كذبتني” فيروى بأن أبو الحسن سري بن مغلس كان عالمًا زاهدًا في حياته، وفي يوم كان في دكانه، فأتاه معلمه واستاذه الذي يدعى معروف الكرخي، وكان معه فتىً صغيرًا، وكان هذا الفتى يتيمًا، وقال له: ألبس هذا الغلام يا سيدي، فألبسه سري، ففرح معروف بذلك فرحًا شديدًا، وقال له: كره الله في قلبك الدنيا، وأراحك من الذي أنت فيه، ومن بعد أن خرج معروف من دكانه بوقت قصير شعر سري بأن أكثر ما يكره هي الدنيا.

وفي يوم من الأيام قال سري لأحد أصدقائه: والله إني استغفر الله منذ ثلاثين عامًا بسب قولي الحمد لله ذات مرة، فقال له صديقه: وكيف ذلك؟، فقال له: في يوم وقع حريق كبير في بغداد، فأتاني رجل وقال لي: لقد نجت دكانك من الحريق، فقلت: الحمد لله، وأنا نادم على ذلك منذ تلك اللحظة، حيث فضلت الخير لي على باقي الناس، ومن ثم أخذ يبكي، وفي ذلك اليوم أتته ابنته وقالت له: يا أبي، إن اليوم حار، فخذ كأس الماء هذا واشربه، فشربه، وبعدها نام، وبينما هو نائم رأى في المنام امرأة شديدة الجمال، فسألها قائلًا: لمن أنت؟، فقالت له: أنا للذي لا يشرب الماء البارد في الكيزان، فأفاق وكسر الكوز، وأنشد قائلًا:

ولما شكوت الحب قالت كذبتني
فمالي أرى الأعضاء منك كواسيا
فلا حب حتى يلصق القلب بالحشا
وتخرس حتى لا تجيب المناديا
وتنحل حتى لا يبقى لك الهوى
سوى مقلة تبكي بها أو تناجيا

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعود


شارك المقالة: