نروي لكم اليوم خبرًا من أخبار الخلافة من بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم.
من هو المتلمس الضبعي؟
هو جرير بن عبد المسيح الضبعي، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، من أهل بصرى الشام في درعا في سوريا.
قصة قصيدة ولن يقيم على خسف يسام به
أما عن مناسبة قصيدة “ولن يقيم على خسف يسام به” فيروى بأنه بعد أن توفي رسول الله صل الله عليه وسلم اجتمع المسلمون لمبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبينما هم مجتمعون أقبل أبو سفيان وهو يقول: إني لأرى كتلة من الدخان لا يطفئها سوى الدم، ومن ثم قال: يا آل عبد مناف ما الذي تبادر لكم؟، لم تولون أبو بكر أموركم؟، أين هما المستضعفان من ذلك؟، ومن ثم قال: ما بال عذا الأمر ذاهب لأقل حي من قريش؟، ومن ثم التفت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال له: مد لي يدك أبايعك، والله لو أنك أردت لملأتها عليه خيلًا ورجالًا، ولكن علي بن أبي طالب رفض، وأخذ يتمثل بشعر المتلمس قائلًا:
وَلَن يُقيمَ عَلى خَسفٍ يُسامُ بِهِ
إِلاّ الأَذَلاّنِ عَيرُ الأَهلِ وَالوَتِدُ
يقول الشاعر في هذا البيت بأنه لا يقيم على شيء أقامه الذل والهوان سوى الأذلان، وهما من غير الأهل.
هَذا عَلى الخَسفِ مَربوطٌ بِرُمَّتهِ
وَذا يُشَجُّ فما يَرثي لَهُ أَحَدُ
فَإِن أَقَمتُم عَلى ضَيمٍ يُرادُ بِكُم
فَإِنَّ رَحلي لَكُم وَالٍ وَمُعتَمَدُ
كونوا كَسامَةَ إِذا شَعفٌ مَنازِلُهُ
إِذ قِيلَ جَيشٌ وَجَيشٌ حافِظٌ رَصَدُ
ولكن علي بن أبي طالب زجره، وقال له: والله إنك لا تريد بما تقول سوى الفتنة، وإنك والله ما دمت تبغى بالإسلام شرًا، فلا يوجد بنا حاجة في نصيحتك.