قصة قصيدة وما أحببت أرضكم ولكن
أمّا عن مناسبة قصيدة “وما أحببت أرضكم ولكن” فيروى بأنه في يوم من الأيام، وبينما كان قيس بن الملوح في زيارة إلى قوم بني كعب، وكان الغرض من تلك الزيارة قضاء بعض حوائجه، وبينما هو في ديارهم اشتد عطشه بسبب ارتفاع درجة الحرارة، فاقترب من خيمة من خيام الحي يطلب الماء، فخرجت له فتاة شديدة الجمال، لها عينان ساحرتان، وأسقته الماء، ووقع قيس بحبها، وأغرم بها، ودب عشقها في قلبه، وقرر أن يخطبها، ولكن أهلها رفضوا ذلك، فلجأ إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، فساعده على الزواج منها.
كان قيس بن الملوح قبل أن يتزوج بارًا بأمه، فقد كان من أبر الناس، ولكنه بعد أن تزوج من التهى عنها، فأثار ذلك حفيظة أمه، التي أخذت تحاول أن تفرق بينه وبين زوجته، وازدادت محاولاتها بعد عدم قدرتهما على إنجاب الأطفال، وفي يوم أقسم عليه والده أن يطلقها، واقسم بأنه إن لم يفعل ذلك فلن يظله سقف بيت واحد مع ابنه، فأصبح قيس يقضي معظم أيامه في البر تحت الشمس، في محاولة منه أن يثني أباه عن قسمه، ولكن الأب وعلى الرغم من حزنه على ابنه إلا أنه لم يعد عن قسمه، فطلقها قيس وهو مكره على ذلك، وعندما عادت لبنى إلى ديارها، تبع قيس قافلتها، وهو يبكي، ويقبل التراب، وينشد قائلًا:
وَما أَحبَبتُ أَرضَكُم وَلَكِن
أُقَبِّلُ إِثرَ مَن وَطِئَ التُرابا
لَقَد لاقَيتُ مِن كَلَفي بِلُبنى
بَلاءَ ما أُسيغَ بِهِ الشَرابا
إِذا نادى المُنادي بِاِسمِ لُبنى
عَيَيتُ فَما أَطيقُ لَهُ جَوابا
فَهَذا فِعلُ شَيخَينا جَميعاً
أَرادا لي البَلِيَّةَ وَالعَذابا
ومرض بعد أن طلقها مرضًا شديدًا، فقرر قومه أن يخرجوا به إلى أحياء العرب، لعله يجد فتاة يحبها ويتزوج منها، فتنسيه لبنى، فحصل ذلك، وتزوج امرأة أخرى، وعندما وصل خبر ذلك إلى لبنى تزوجت من رجل يقال له خالد الغطفاني.
نبذة عن قيس بن الملوح
هو قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، شاعر من الشعراء المتيمين، عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان.