قصة قصيدة ومن النوائب أنني
هنالك العديد من الفقهاء في تاريخنا الذين أجادوا الشعر، ولعل أشهرهم الإمام الشافعي، وعلى الرغم من أن شاعرنا ناصح الدين الأرجاني ليس بفقيه كالشافعي، ولكنه كان من أفضل فقهاء زمانه، بالإضافة لإجادته الشعر، وإليكم قصصًا لبعض قصائده.
أما عن مناسبة قصيدة “ومن النوائب أنني” فيروى بأن ناصح الدين الأرجاني وبينما هو غلام في المدرسة النظامية في أصبهان، ومن بعد ذلك أصبح فقيها، وكان من أفضل الفقهاء في عصره، وفي خبر ذلك أنشد قائلًا:
أنا أشعر الفقهاء غير مـدافـعٍ
في العصر، أو أنا أفقه الشعراء
يقول الشاعر في هذا البيت بأنه أفضل الفقهاء في عصره في الشعر، أو أنه من أفقه الشعراء في عصره.
شعري إذا ماقلت دونه الـورى
بالطبع لا بتكـلـف الإلـقـاء
كالصوت في قلل الجبال إذا علا
للسمع هاج تجـاوب الأصـداء
ويروى بأنه كان ينوب في القضاء في تلك البلاد، وكان ينوب في القضاء مرة في مدينة تستر عن قاضيها ناصر الدين أبي محمد عبد القاهر بن محمد، ومرة في عسكر مكرم عن قاضيها عماد الدين أبي العلاء، وفي خبر ذلك يقول:
ومن الـنـوائب أنـنـي
في مثل هذا الشغل نائب
ومن العـجـائب أن لـي
صبراً على هذي العجائب
ومن شعره أيضاً ما كتبه إلى بعض القادة، وكان قد اعتاد هذا الرجل أن يسأل عن ناصح الدين، ولكنه انقطع عنه، ولم يعد يسأل عنه، فبعث إليه ناصح الدين الأرجاني بكتاب كتب له فيه:
نَفسي فداؤك أيّهذا الصّاحبُ
يا مَنْ هواهُ عليَّ حَقٌ واجبُ
لمْ طالَ تقصيري فما عاتَبْتني
فأنا الغداةَ مُقصّرٌ ومُعاتِب
ومنَ الدّليل على مَلالك أنّني
قد غبْتُ أياماً وماليَ طالب
وإذا رأيتَ العبْدَ يَهربُ ثُمَّ لم
يُطلَبْ فَمَولَى العَبْدِ منه هارب
نبذة عن ناصح الدين الأرجاني
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين القاضي الأرجاني، من فقهاء الدولة العباسية، ولد في مدينة أرجان، أصله عربي من الخزرج من الأنصار في المدينة المنورة.
الخلاصة من قصة القصيدة: درس ناصح الدين الأرجاني في المدرسة النظامية في أصبهان، ومن بعد أن أكمل تعليمه أصبح فقيهًا، بالإضافة إلى أنه قد عمل كقاضٍ بالإنابة في كل من تستر وعسكر مكرم.