قصة قصيدة ونحن منعنا الجيش أن يتأوبوا
أمّا عن مناسبة قصيدة “ونحن منعنا الجيش أن يتأوبوا” فيروى بأنه في يوم من الأيام التقى رجل يقال له الحارث بن عمرو آكل المرار الكندي برجل يقال له صخر بن نهشل بن دارم، فجلس الاثنان، وأخذهما الكلام، وبينما هما يتحدثان، قال الحارث الكندي لصخر بن نهشل: إن دللتك على غنيمة، فهل تعطيني خمسها؟، فقال له صخر: نعم، لك ذلك إن ظفرنا بها، فأخبره الحارث بخبر ناس من أهل اليمن، يملكون الكثير من المال، وليس عندهم من يستطيع الوقوف في وجههم، وقرر الاثنان الخروج في اليوم التالي إلى هنالك.
وفي اليوم التالي خرج الاثنان، ومعهم فرسان من قوم صخر، وأغاروا على الجماعة من أهل اليمن، وانتصروا عليهم، وظفروا وغنموا، وتوجهوا عائدين إلى ديارهم، ومعهم الغنائم، وبينما هم عائدون، قال الحارث: أنجز حر ما وعدت، فقال له صخر: حسنًا سوف أفعل، ولكن أمهلني قليلًا، ومن ثم ذهب إلى قومه، وطلب منهم بأن يعطوا الحارث ما له من غنائم، ولكنهم لم يقروه على ذلك، ورفضوا أن يعطوه حقه، فعاد إلى الحارث، ووعده بأن يعطيه إياها.
وأكمل القوم مسيرهم نحو ديارهم، وبينما هم في الطريق، لقوا ثنية ضيقة، وكان يقال لها شجعات، وعندما اقترب القوم منها، توجه صخر نحوها، حتى سبق القوم إليها، ووقف على رأسها، وقال: ضاقت شجعات بما فيهن، فقال له رجل من قومه يقال له ثعلبة بن جعفر بن ثعلبة بن اليربوع: والله لن يأخذ مما غنمنا شيئًا، ومن ثم تركهم، وغادر، فلحق به صخر، وقاتله، حتى تمكن من قتله، وعندما رأى القوم ما فعل، توجهوا إليه، وأعطوه خمس ما غنموا، فتوجه إلى الحارث، وأعطاها له، فأنشد في خبر ذلك نهشل بن حري، قائلًا:
وَنَحْنُ مَنَعْنَا الجِيشَ أن يتأوَّبُوا
على شَجَعَاتٍ وَالجيَادُ بنا تَجْرِي
حَبَسْنَاهُمُ حَتَى أقَرُّوا بحُكْمِنَا
وَأَدَّيّ أَنْفَالُ الخَمِيسُ إلى صَخْرِ
نبذة عن نهشل بن حري
هو نهشل بن حري بن ضمرة بن ضمرة ابن جابر بن قطن بن نهشل، يرتفع نسبه إلى دارم وهم من قوم تميم، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وأدرك الإسلام، ولكنه لم ير الرسول صل الله عليه وسلم.
قاتل نهشل بن حري مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حروبه.