قصة قصيدة ونحن ولينا البيت من بعد جرهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ونحن ولينا البيت من بعد جرهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “ونحن ولينا البيت من بعد جرهم” فيروى بأنه بعد أن توفي نابت بن إسماعيل، اجتمع العرب على أن تكون ولاية بيت الله الحرام في أيدي قبيلة جرهم، وبالفعل تسلموا ولايتها، وبقوا على هذه الحال مدة من الزمن، ولكنّهم بعد ذلك بغوا في مكة المكرمة واستحلوا حرمتها، وكانوا يأخذون الأموال التي كان العرب يهدونه لها، وكان يظلمون ويعتدون على كل من يدخل مكة، حتى أنهم كانوا إن لم يلقوا مكانًا يمارسون فيه فواحشهم، دخلوا إلى الكعبة وفعلوها في داخلها، ثم أنهم لم ينتهوا عن ذلك.

وكان لا يوجد ظلم ولا بغي وقتها في كافة أنحاء الجزيرة العربية، وأهل مكة لا يستحلون حرمتها، ومن فعل فإنّه هالك لا محالة، فكانت تسمى وقتها “بكة”؛ أي أنها تبك أعناق من يبغى فيها، وبسبب ذلك كله، وكونهم قد أسرفوا في بغيهم، قررت قبيلة خزاعة على أن تقاتلهم، وتخرجهم من مكة، وبالفعل قاتلوهم وانتصروا عليهم، وقتلوا منهم من قتلوا، ومن بقي حيًا أخرجوه إلى أضم من أرض جهينة، وبينما هم هنالك جاءهم سيل فأذهبهم جميعًا، ولم يتبق منهم أحد، وتسلم بني خزاعة ولاية بيت الله الحرام، ووزعوا المهام فيما بينهم، فقال أمية بن أبي الصلت:

وجُرهم دمَّنوا تِهامة في الدَّهرِ
فسالت بجمعهم إضَمُ

وفي خبر ذلك أنشد عمرو بن الحارث قائلًا:

ونحن ولينا البيت من بعد جُرهُم
لنمنعه من كل باغ وظالم

ونمنعه من كل شيء يريده
فيرجع عنا مرجعا غير سالم

ونحفظ حق الله فيه بجهدنا
ونمنعه بالحق من كل آثم

وكيف يريد الظلم وفيه ربنا
بصير بأمر الظلم من كل غاشم

فوالله لا ننفك نحفظ حقه
ونعمره ما حج أهل المواسم

ونحن نفينا جُرهُما عن بلادها
إلى بلد الافيال أهل المكارم

وقال:

وادٍ حرامٌ طيرُهُ ووحشُه
نحن ولِينا فلا نغُشُّه

نبذة عن عمرو بن الحارث

عمرو بن الحارث بن عمرو، وهو من بني غبشان بن سليم، من بني ملكان بن أفصي، ولي بيت الله الحرام.


شارك المقالة: