قصة قصيدة و أسألها الحلال وتدع قلبي 

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة و أسألها الحلال وتدع قلبي

أمّا عن مناسبة قصيدة “و أسألها الحلال وتدع قلبي” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان شاب من أهل البصرة يمشي في السوق، وبينما هو في السوق رأى فتاة، وأعجب بجمالها، فأوقفها وتحدث معها، وبعد أن تحدث إليها زاد إعجابه بها، وهي أعجبت به أيضًا، وأخذ الاثنان يلتقيان، فيجلسان ويتحدثان، ووقع الاثنان في غرام بعضهما البعض، ووقعا في العشق، وقد كان هذا الشاب يخاف الله، وعندما رأى بأن اللقاءات ما بينهما قد ازدادت، وبأن الفتاة قد تعلقت به، فخاف أن يقع فيما حرم الله تعالى، فقرر أن يتزوج منها.

وفي يوم بعث إليها بأنه يريد أن يتزوجها، ولكنها رفضت، وبعثت له: إن أردت غير الزواج فعلت، ولكني لن أتزوج منك، وعندما وصله كتابها، وقرأ ما فيه، بعث إليها قائلًا: سبحان الله، لقد دعوتك إلى ما لا يوجد فيه إثم، ولكنك رفضتي ودعوتني إلى ما لا يصلح، فبعثت إليه: لقد أخبرتك بما أريد، فإن أردت فتعال إلى بيتي، وإن لم ترد فاصنع ما شئت، وعندما وصله الكتاب، أنشد قائلًا:

و أسألها الحلال وتدع قلبي
إلى ما لا أريد من الحرام

كداعي آل فرعــــــون إليه
وهم يدعونه نحو الأثام

فظلّ منعما في الخلد يسعى
وظلوا في الجحيم وفي السَّقام

وعندما وصل الفتاة بأنه لم يقبل بما عرضت عليه، وبأنه قد امتنع عن لقائها، بعثت إليه بكتاب اعتذرت له فيه عما عرضت عليه، وبأنها لن تعود إلى طلب ذلك، وبأنها موافقة على الزواج منه، قائلة: أنا بيدك على ما عرضت علي، وعندما وصله كتابها، وقرأ ما فيه، بعث إليها بكتاب، قال لها فيه: لا حاجة عندي إلى من دعوته إلى طاعة الله، ورفض ذلك، ودعاني إلى معصية الله، ثم أنشد قائلًا:

لا خيرَ في من لا يراقب ربه
عند الهوى و يخافه إيمانا

حَجَبَ التُّقى سُبُلَ الهوى فأخو التقى
يخشى إذا وافى المعاد هوانا

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة التعجب من الفتاة التي أحبها، كونه دعاها إلى الزواج، ورفضت، ودعته إلى الحرام.


شارك المقالة: