قصة قصيدة يا أيها الذي قد غره الأمل

اقرأ في هذا المقال


كان الخليفة أبو جعفر المنصور من أكثر الخلفاء العباسيين تقوى وزهدًا ومخافة لله تعالى، وكان إذا وعظه أحد اتعظ، ومن ذلك ما حصل في قصتنا لهذا اليوم حيث دخل إليه عمرو بن عبيد القدري، ووعظه، فاتعظ الخليفة.

من هو عمرو بن عبيد القدري؟

عمرو بن عبيد عمرو بن عبيد زاهد عابد، عاش في العصر العباسي، توفي في مكة المكرمة.

قصة قصيدة يا أيها الذي قد غره الأمل

أما عن مناسبة قصيدة “يا أيها الذي قد غره الأمل” فيروى بأن رجل يقال له عمرو بن عبيد القدري دخل إلى مجلس الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، فقام الخليفة بالإجزال عليه، وأكرمه، ومن ثم قال له: عظني، فقرأ عليه عمرو آيات من سورة الفجر حتى وصل إلى قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، فأخذ الخليفة يبكي بكاءً شديدًا، وكان كأنها أول مرة يسمع بها هذه الآيات.

ومن ثم قال له: زدني، فقال له عمرو: يا أمير المؤمنين، إن الله قد أعطاك كل الدنيا، وعليك أن تشتر نفسك بشيء منها، وإن ما أنت فيه كان لمن كان قبلك، وسوف يكون لمن يأتي من بعدك، وعليك أن تضع يوم القيامة بين عينيك، فبكى الخليفة أكثر مما بكى في المرة الأولى، فقال أحد الرجال لعمرو: رفقًا بالخليفة، فقال له عمرو: وماذا إن بكى من خشية الله.

ومن ثم أمر له الخليفة بعشرة آلاف درهم، فقال له عمرو: والله إني لا أحتاجها، فقال له الخليفة: والله سوف تأخذها، فقال له عمرو: والله لن آخذها، فقال له المهدي، وكان جالسًا بجانب أبيه، وسيفه على جنبه: أيقسم أبي وتقسم أنت من بعده؟، فالتفت عمرو إلى الخليفة، وقال له: من هذا؟، فقال له: هو ابني وولي عهدي محمد المهدي، فقال له عمرو: إنك قد سميته اسمًا لا يستحقه، وألبسته لباسًا ليس بلباسه.

ومن ثم التفت إلى محمد، وقال له: يا ابن أخي، إن أقسم أباك، وأقسم عمك، فأهون على أباك أن يحنث بقسمه، لمقدرته على دفع الكفارة، ومن ثم قال له الخليفة: يا أبا العثمان، هل لك من حاجة؟، فقال له عمرو: نعم يا أمير المؤمنين، فقال له الخليفة: وما هي؟، فقال له: أن لا تبعث في طلبي حتى آتيك، ولا تعطني شيئًا حتى أطلبه منك، فقال له الخليفة: والله إن كان الأمر هكذا فلن نلتقي أبدًا، فقال له عمرو: هذه حاجتي، ومن ثم ودعه وخرج، وهو ينشد قائلًا:

كلكم يمشي رويد
كلكم يطلب صيد
غير عمر بن عبيد

ويقال بأنه حينما وعظه أنشده قصيدة قال فيها:

يا أيها الذي قد غره الأمل
ودون ما يأمل التنغيص والأجل

يعظ الشاعر أبو جعفر المنصور ويقول له بأن الأمل قد غره، وقد نسي الأجل، وعليه أن يتذكر بأنه ميت لا محالة.

ألا ترى إنما الدنيا وزينتها
كمنزل الركب حلوا ثمت ارتحلوا

حتوفها رصد وعيشها نكد
وصفوها كدر وملكها دول

تظل تقرع بالروعات ساكنها
فما يسوغ له لين ولا جذل

كأنه للمنايا والردى غرض
تظل فيه بنات الدهر تنتقل

تديره ما تدور به دوائرها
منها المصيب ومنها المخطئ الزلل

والنفس هاربة والموت يطلبها
وكل عسرة رجل عندها جلل

والمرء يسعى بما يسعى لوارثه
والقبر وارث ما يسعى له الرجل

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل عمرو بن عبيد القدري في يوم إلى مجلس الخليفة أبو جعفر المنصور، ووعظه، ووعظ ابنه المهدي.


شارك المقالة: